Feeds:
المقالات
التعليقات

السعادة تقبل من البحر المسترخي كأنثى أعشقها.
وبسماتها نورس يلثم الماء.
تسرح جدائل الموج.
تنثر فتنتها بين الخصل الشقر. فترفعها عن جبين الغزل.

يحدث أن يصادفك في طريقك أنثى مثيرة ! أو تقاسمك الطابور شابة باذخة القوام أو تقف مذهول تتأمل موظفة استقبال رقيقة التقاسيم ناعمة الحركات أو تنصت عبر أسلاك الهاتف لتغريد عصفورة أخطأت بالرقم. عندها سينبت لك أجنحة ترفرف من الأسئلة. ويركض بك جواد الخيال متعجب مستفهم من ذاك الرجل المحضوض والسعيد الذي يستحق كل هذا البهاء ويتنعم بين أكف الحسن. رجل قدير كل مساء يغتسل بشاطئ الغواية لتتساقط أدران همومه وآثامه من بين أنامل الاشتعال وتتقاطر عن وجه الفرح قطرات البؤس …
فلا تملك غير أن تشد لجام الأماني وتلكز خاصرة المجازفة مثثيرا من خلفك غبار يكتب في الأفق “ظالم الحسن شهي الكبرياء”.

كالغيم يأتيك إحساس الأصابع المتلهفة التي تستوطن أطرافي.
كالسماء يأتيك صدري يصرخ الشوق والحنين إليك.
كعصفور يأتيك يغرد فوق بساتين رغباتك واحتياجك.
كرقصة المطر,, كالطوفان,, كالغرق يأتيك الفرح قريبا

وشم

 كتب إلي القاص الرائع طارق الجارد هذه الأسطر يريد مني إجابة عليها.

ماجد ياصديقي..حدثني

لما توشم نادلة في مقهى فرنسي، اسمك على معصمها؟

ماجد!

و الحروف العربية تتراقص على اليد البيضاء، و توحي بحب أبدي يستحق أن ينحت في يد الحسناء.

ماجد يا رفيقي ،، اغفر لي

ألا تشعر بالغبطة حينما تدرك أن اسمك كان ذريعة للحديث مع الجميلة؟

ماجد،، و للحب أشكال غير الهوى، و للحديث شجون لولا الحياء

ماجد، أعلم أنك تريد أن تعرف المزيد، لكن الفتاة معجبة بأبيها، و ما ماجد سوى اسم والدها، و هذا أقصى ما عرفت منها.

 

 فكتبت له هذه الأسطر علها تؤنس غربته وتدفئ إقامته  في دولة تحتفي بالثلج.

 طارق يا صديقي وما أحدثك عنه!.

أأحدثك عن معصمها الأبيض وحب لم يستطع الصمت فنفر من جيدها  وشم فاضح.

أم أحدثك عن وشم لحب خشي أن تتمسه ممحاة الليالي الطويلة.

وربما قد  أحدثك عن وشم قد كتبه حبيب على معصم حبيبته خشية أن تنساه.

   طارق أيعقل في تلك المدينة المترعة بالعشاق  أن  فتاة توشم اسم أبيها! لعلها  وشمت نفسها بلغة   مختلفة تريده حب لا  يقرأه غير حبيبها المغترب, طارق  لكنك الشاب الوحيد الذي استطاع قراءة حبها فارتبكت وتوارت خلف اسم أبيها!.

 هو ذا يا صديقي  تناسخ الوشم عبر العصور,   ينتقل من ساعد لآخر ومن نبض لنبض لا يكترث بالأعراق  ولا الحدود و جوازات السفر غير أن وللأسف  قدره الاغتراب والتهجير وحلم الدفئ والعودة.

 يا صديقي قد يكون  الإحساس مدينة اغتراب تماما  كهذا الوشم العربي الذي  يزين معصم  فتاة  في مقهى فرنسي.

 

سنابل

سنابل

( أجمل ما في الزمان قدرته على تعرية الإحساس الزائف. ونزع الأسمال عن جسد السراب. وكشف أقنعة وجيه ملونة. وأكبر حماقاتنا الاندفاع ! فلو استطعت أن تدير عجلة الزمان وتنتظر لم يزرك وجع قط ..) 

****

(حين يحاصرك جيش من همزات لا وصل بينها ! فتخنقك همزة على واو … وينغرس فيك نصل همزة قطع … ثم تئن طويلاً ممتدة بهمزة آ . ويتلاشى نبر صوتك بهمزة (ئ) . ولا غوث ياتيك من همزة وصل. عندها ستؤبنك وتبارك استشهادك علامة وقف .)

****

(الإحساس الأول فض لبكارة القلب).

****

 (العين والأذن تأخذان بيد اللغة على دروب لا مدى لها. وماذا عن بقية الحواس؟ وماذا عن الإحساس؟)

 

 

الغابة النرويجية

الغابة النرويجية

رواية الغابة النرويجية لهاروكي نوركامي :  تزيد يقينك بأن هناك أنثى وحيدة تستحق كل المجازفة! تلك الأنثى هي المعادل الموضوعي للحياة, إنما هي الحياة. نعم إنها فريدة تجتذبك إلى  المستقبل وتحفزك لأن تنعم بحاضرك…

 رواية تنسج بداخلك أنك فعلا  تستحق تلك التي تحيطك من جهاتك الأروع! فتحيطها من جهاتها الأعذب. إنه عمل   يستمطر فوق أرضك اليباب غيمات الحنين,  وتساقط  ندف ثلج ناصع لروح بيضاء. روح  فاتنة آسرة   حين  ترتدي فصولك الأربعة.   فتدير دفة عامك وعمرك…

ولا تخفي الوجه الثاني للعملة. حيث تبحث تلك الأنثى عن رجل واحد يكون قادر أن  يتفهم حالتها المزاجية السريعة التأثر بالظرف الخارجي. أنثى تفتش بين طوابير الرجال عن ذاك الجدير بها . هو فقط القادر أن يشعرها بوجودها وبكيانها وبشخصيتها ويشبع لهفتها للعاطفة التي تمنحها لمن حولها وتفتقدها بذات الوقت. إنه رجل واحد يبتعد عن نزواته غير أنه ليس بقديس !!…

العمل يعرض أصناف من الرجال عبر مهجع لطلبة الجامعة. فرجل كجندي العاصفة منظم يرتب حجرته مهووس بالنظافة والصحة العامة. دقيق صارم ينتمي لطبقة فقيرة محدد هدفه البسيط ويمضي به لكنه لا يصل. رجل آخر صارم في التعامل مع أهدافه ومستعد لأن يتنازل عن كل شيء ويفعل أي شيء بمقابل الوصول. ليس بانتهازي وليس بأناني لكنه حصر طموحه في عمله أن ينخرط في السلك الدبلوماسي. وباستعداد أن يتنازل عن أنثى أحبته بمقابل عمله لأنه يؤمن أن لا شيء يسمى حب. فالعلاقة بين الرجل والأنثى علاقة طبيعية فطرية. كل منهما يميل للآخر وبحاجة له. وهذه الحاجة لا تتسم بطابع رومنتيكي حالم. بل هي علاقة شراكة أمنحها ما تريده من الرجل وتهبه ما يطلعه منها. إنه رجل يقدر علاقات الصداقة ويصونها. واضح الخطوات ثابت النقلات…

كذلك العمل يعرض لصنف من الرجال عبقري لكنه سوداوي النزعة. قادر أن يدير جماعة من الأصدقاء لكنه عاجز أن يتواصل مع أنثى تحبه. إن رواية  الغابة النرويجية سميت باسم معزوفة موسيقية (الغابة النروجية). والتي كانت تعزفها إحدى شخصيات العمل سيدة بنهاية الثلاثين معلمة موسيقى وقد تعرضت لصدمة نفسية, كانت تعيش في مصحة وتعزف على القيثار. وأنا أتجول بين الصفحات كنت أنصت لعزفها. مقطوعة حالمة تشعر معها بأنك تسير بين أفنان غابة. ومقطوعة أخرى (الخنافس)  صاخبة غجرية . تنصت لكل ألوان الموسيقى من أقصى شرق آسيا حتى قلب أوربا.  العمل ذو نزعة فلسفية في الحياة والموت. فهو لا ينظر إليهما على أنهما نقيضين بل الموت مرحلة متممة للحياة وامتداد لها. يتوزع العمل بشكل عام بين مكانين. مهجع لطلبة الجامعة. ومصحة نفسية هادئا نائية.  وتدور الكثير من الأحداث الصغيرة في المطاعم التي يرتادها الطلبة, والبارات والملاهي الليلية وصالات البلياردو, قطارات وشقق ضيقة وفنادق حقيرة. تستلهم الأحداث في جريانها على المسرح اليوناني. حيث تشتبك شخصيات الرواية متفاعلة مع المكان والزمان والظروف التي تتداخل وتقع رهينة لها. ثم عند النهاية يأتي الحل الإلهي ليوجه الشخصيات إلى مصائرها.

لكن لم يرق لي كثيراً الإغراق في مشاهد جنسية لست ميال لها. 

 

أعترف !!

أعترف !!

وتُسائلني هل يتعين عليك الاعتراف؟ لأسمح لنفسي أن تتردد أو تمانع لتعترف.  سأعترف لأن الاعتراف ليس عيب. وليس ضعف وليس تشويه وليس وليس وليس…

وأعترف لأن الاعتراف هو إدانة بالجميل. نعم لأعترف أني غبت كثيراً. وأعترف أن غيابي ليس بمبرر وليس بالاستغناء وليس باللامبالة ولا.. ولا.

وأعترف أني كنت قريب  أراقب مدونتي كل  يوم مراراً. أمر على الصفحات القديمة واستمطر من غيمة الذكريات كل النقاشات  وأعترف بأنكم كنتم تغدقون علي فيض أضوائكم. وأعترف بأن الصمت طوقني وأعترف بأن دوامة التأمل حاصرتني. واعترف بأني كنت عاجز أن أخط حرف باهت هنا. وأعترف أني كنت ابتهج بكل الدعم الذي أمددتموني به دون أن أقدم  لكم شيء ذا بال. وأعترف أني بغاية الإحراج وليس هذا وحسب بل بغاية الامتنان. كنت في ما مضى أظن أن المدونة أي مدونة كالشجرة حين ينضب ماءها. وتجف وترحل نضارة خضرتها. وتساقط أوراقها عندها سيذبل  ظلها ويرحل عنها كل العابرون الذين قد كانوا. وستذرو الرياح تلك الأعشاش التي بنيت بين أغصانها. إلا أنكم هنا جعلتموني استيقن أن  الشجرة أنتم وما أنا إلا طائر أنهكه الطيران وعصف به الشتاء وآب  ليبتني عش من دفئ. أيصمد عشي؟ أيقاوم الريح وهو الهش؟ أيستطيع منقاري أن يرسل تغريدة ؟…

 دمتم أضواء تعبر أسطري, وأنامل نور تخط عقلي وكياني.

 

التقنية حل ومعضلة

http://www.albiladdaily.net/?p=7217

التقنية حل ومعضلة

2011/08/14

الأحد 14/9/1432ه

ـالبلاد

ماجد الجارد

تخيل لو توقفت الإنترنت وكل الحاسبات والهواتف الذكية وأعلنت صمتها التام في وجه العالم ماذا سيحدث؟!

ربما ستشل الحياة وتصاب بحالة من فقدان الجاذبية مع البيئة المحيطة بنا. عندها سنذهل بحجم العلاقة المشتبكة بين الإنسان والتقنية التي أبدعها.

إن التقنية قد تغلغلت في حيواتنا بل استعمرتها فتواصلك الأكبر عبر هاتفك الذكي أو بريدك الإلكتروني وسّع دائرة التفاعل مع الآخرين غير أن هذا التفاعل العريض تضيق دائرته على الناس المحيطين بك بشكل مباشر. فالأبناء لأسرة واحدة قد تجمعهم صالة منزلهم ولكن كل منهم في فلك يسبحون. فضاء الفيس بوك, مجرة جوجل و سكايبي إلخ …

والسؤال هل يمكننا تعميم التفاعل الذي صنعته التقنية الحاملة لسمة الانفتاح على العالم وضيق على المحيط المباشر لسائر الناس بمن فيهم ذو الاحتياجات الخاصة؟

قد يمكننا القول أن الأمر مغاير بل معكوس تماما حين يتفاعل ذوي الاحتياجات الخاصة مع التقنية. إن التقنية لذوي الاحتياجات الخاصة قد تكون عامل تعويضي فتهب له طرفاً اصطناعياً بدل الذي فقده. أو تنجح في تغير نمط حياته وقلبها رأسا على عقب.

كما استطاعت فعله شاشة ذكية ينظر إليها المشلول شلل كامل الذي لا يتكلم ومن خلال تصويب بصره على الحروف المعروضة بالشاشة يتمكن من كتابة كلمات وجمل تعبر عنه وتجعله قادر على إيصال ما بداخله بعد أن كان محتجبا في كهف العجز و الصمت .

وتمكن من حوله من التفاعل معه وإشراكه في مجريات الحياة اليومية. كذلك التقنية قد تأتي بحل آخر غير التعويض أو تسهيل الحياة فتكون كحل يعتمد على تفعيل الجوانب الأخرى من الإنسان. مثلا الكفيف الذي لا يستطيع رؤية شاشة الحاسب الآلي قامت التقنية باستغلال وتنمية جوانب بالأصل موجودة لدى الكفيف ولكن لم تستغل استغلالا أمثل. فأنتجت لهؤلاء حاسبات لمسية ببرايل أوصوتية. فبئمكان الكفيف أن يضيف حزمة من الأصوات الاصطناعية بأكثر من لغة للحاسب الآلي المعتاد…

وأكبر مشكلة تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة ليست الحلول التقنية بل غياب الجهات القادرة على تحديد نوع التقنية المناسبة لهم. فالحالة الراهنة عليه أن يبحث بنفسه للحل التقني مع قلة خبرته بها ثم يراسل الشركة المصنعة وبعدها يدفع من جيبه الخاص وأخيراً يقع في مشكلة التدريب على هذه التقنية ومعاناة الصيانة لها. بينما من الأفضل كما في سائر العالم المتقدم تقنياً أن تكون هناك جهات قادرة على توفير هذه التقنية والتدريب عليها وصيانتها. إنه شيء يبعث على الاستياء أن نجعلهم ليسوا رهناء التقنية بل رهناء أبواب القصور ينتظرون متى تفتح

 

http://www.albiladdaily.net/?p=6076#more-6076

الدراما السعودية .. عقم أم تشوّه؟

2011/08/7

الأحد 7/9/1432هـ

 البلاد

ماجد الجارد

رمضان يجمعنا” تتكرر هذه العبارة كل عام ويتكرر معها المشهد الدرامي السعودي فيعرض لنا مسلسلات أرهقتها النمطية. لنفترض فرضية مؤداها أننا نغفل تاريخ رمضان 1432هـ ونضع بدلا عنه تاريخ 1431هـ هل سنلمس فرقا في الدراما السعودية من حيث بناء الشخصيات وتنوع الأفكار.

حسب ما نشاهده كل عام من مسلسلات فإننا نتابع نسخاً مكررة، و حقيقة لست أعلم لماذا هذا العقم في الإنجاب؟ّ! بالرغم من أن العائدات المالية لهذه المسلسلات مجزية وتستطيع تغطية تكاليفها بشكل جيد. فإن لم يكن هناك مشكلة في التمويل و تخطي عقبة الخسارة فأين المشكلة ؟! أهي بسبب ضعف الإمكانات؟

 والذي نلحظه هو تحقيق قفزات في كل عام . إذن هل المشكلة في الكتّاب والأفكار؟! أيضا لم يقنعني هذا كثيراً فالكاتب السعودي اليوم أصبح الأبرز في الخليج العربي.

لا ينقطع تعجبي لماذا تكرس الصورة النمطية للشاب السعودي بأنه ساذج وصاحب نزوات وقادم من خلفية اجتماعية متخلفة !! إن هذا تزيّف للواقع إن كانوا يفقهون دراما الواقع. فهذه النماذج قد برزت إبان حقبة الطفرة التي كانت قبل أربعة عقود تقريبا. وما صاحبها من صدمة حضارية حين أعيد تشكيل مجتمعاتنا عن مجتمعات قروية وريفية وبادية إلى مجتمع مدني تختلف قوانين الحياة فيه بالكامل. إن هذه الصور النمطية التي يعاد استنساخها كل عام

و التي ملها المشاهد قد تكون مقبولة بأول ظهورها أو حققت نجاحاً لدى الجمهور لكن تكرار هذا الصورة الساذجة أو تلك التي تسوق الأذهان لصورة محددة يوهم بتشكيل وعي خاطئ. فما يكرسه الإعلام من صور نمطية في الأذهان من العسير انتزاعه نتيجة لما تملكه وسيلة الإعلام من قدرة على التأثير وتأسيس رؤى أو حذف أخرى. وتكرار المسلسلات مع عقم الأفكار الإبداعية لا يدل إلا على أن المنتج لتلك المسلسلات آخر ما يبحث عنه هي الأفكار.

جل ما تفعله الدراما السعودية ليس إلا ردة فعل لما يحدث في المجتمع. بينما الدراما معنية بخلق التغيير أو هي الترمومتر الذي يقرأ المجتمع والظواهر الاجتماعية.

 درامتنا السعودية بحاجة للتقاعد واستبدال دماء جديدة شابة تكون أكثر تماسا مع المجتمع وتخرج لنا أفكاراً وشخوصاً معاصرة لتأخذ دورها المرحلي الذي تعيشه. ولا يفهم من هذه السطور بأني أريد تلوين الواقع بألوان وردية مخادعة بل نبدع من واقع مجتمعنا فناً درامياً بكل حسناته وعيوبه ,أحلامه وخيباته, فقره ورفاهيته

 

إنعاش ذاكرة و ولادة نسيان

إنعاش ذاكرة و ولادة نسيان

ماذا يعني لك حين تستيقظ من نومك بذاكرة نظيفة لا شية فيها! أيعني لك أنك خسرت كثيرا أم ولدت من جديد! بالأمس استيقظت ظهرا من نومي ولما أردت فتح هاتفي لم يستيقظ معي لعله قد فارق الحياة !؟. ثم حاولت أن أجري له إسعافات أولية لا فائدة فالغيبوبة تحاصره وتخرس لسانه عن الثرثرة لصاحبه الأعمى. هاتفي جهاز نوكيا قديم مزود ببرنامج ناطق سرقته من النت بعد أن سرقتني واستغلت شركة البرنامج الناطق أربع مئة دولار أمريكي ورفضت أن تمنحني نسخة ثانية. هاتفي يثرثر علي أسماء الرفاق ورسائلهم ,همومهم, أحزانهم, نكاتهم, أخبارهم, نزواتهم, جدهم وهزلهم.أحلامهم, خيباتهم, فرحهم, خذلانهم, حبهم, كرههم, ثوراتهم وفوراتهم, سكناتهم, وهمساتهم . قراءاتهم وكتبهم ومقالاتهم ومشاريعهم و انبهارهم بنص, وهربهم واحتمائهم ببيت شعر إلخ .. هاتفي الناطق أذنا أنصت عبرها للحياة. لن أقول خسرت أرقامهم لأني بالتأكيد أنا حاضر في حيواتهم. لكني حزين على أرقام بالغت الثلاث مئة رقم تقريبا جمعني مع كل رقم ذكرى حلوة أو تعيسة أو موقف حدث و قصة حكاية عبرت جانبا من عمري. ربما أنا اليوم بذاكرة نظيفة أجمل ما بها أني تخلصت من أرقام أيقنت أنها وهم كان يكبلني. حزين على أرقام سعيت باحثا عنها. كرقم دكتور درسني بالجامعة انقطعت أخبارنا عن بعض قرابة ثمانية سنون ثم ذات صباح امتشقت عصاي البيضاء وانتشلني الحنين , اقتحمت مبنى الكلية عليّ أعثر عليه صدفة بإحدى الممرات. توجهت لمكتبه الذي أذكره فوجدته تغير ذهبت لمكتب رئيس القسم فوجدته أيضاً تغير. خمنت.. فكرت أين يمكن أن يقع مكتبه الجديد؟ ذهبت لمكتب صديق له بنفس القسم فوجدت الأستاذ قد ترك العمل بالجامعة ليعار خرجها بكندا. فكرت وحدست أنه بالتأكيد سيكون بآخر الممر قرب مكتبه القديم أين سيذهب!؟ . وقفت بنهاية الممر ومن حولي قرابة الخمسة أو الستة أبواب والثرثرات والضحكات والنقاشات المكتومة المحتبسة ترشح من بين فتحاتها. سمعت صوت أعرفه جيدا توجهت للباب إنه صوت دكتور آخر نفس المكتب لم يتغير نفس الصوت واللهجة السودانية المرحة. طرقت الباب ودخلت. كيف حالك دكتور. يااااه .. أهلين ماجد وينك ما شفناك من زمااان. ثرثرنا على الواقف . ثم خرجت وعدت للوقوف بالممر الطويل. كان هناك طلبة بكلوريوس يتناقشون, حاولت أن أتذكر عن أي مادة يتحدثون؟ استوقفت آخر قلت له أهذه غرفة الدكتور فلان؟ دلني عليها. وأنا أقبل على الباب الذي وشوش لي بصوت دكتوري الهادئ العميق المتأمل بعيد المدى. صوته يرحل بك لعوالم لا منتهى لها. يبحر بك بزورق صغير وشراع مقوس منتفخ بالأسئلة. يغوص معك لقاع غاية في الفتنة. ويقتعد معك على كثبان رملية ليحدثك عن أسامة ابن منقذ. وينثر على الأرض شعره الرقيق. أو يرحل بك صوته لأديرة وزوايا وخلوات للقداسة والتصوف عن كل ما يشغل وتافه. يا ماجد إن لم يُحفر على أعلى سريرك أثر راسك المتأمل فلن تصل لشيء

http://www.albiladdaily.net/?p=4891#more-4891

العروس وصاحب الدخل المهدود

2011/07/31 الاثنين
ماجد سليمان الجارد

كثيرا ما نسمع أن جدة هي عروس البحر الأحمر، ولسنا نعلم من قائل هذا، بل لسنا متيقنين أن جدة فعلا هي عروس البحر الأحمر، فالبحر الأحمر الغني بالشعب المرجانية والحياة البحرية لا نشاهد تطريزه الفاتن على فستان العروس.
بيد أن مدناً صغيرة أخرى مطلة على البحر الأحمر أدركت عمق تأثير البحر فارتكزت السياحة فيها على هذا العنصر. واستغلت الأمر حتى ذاع صيتها وأصبحت مطمعاً لكل من يهوى الحياة البحرية.

المحزن أن جدة عروس لا تحتفي بالبحر، فأمانتها القائمة على شؤونها لا تنظر لها من هذه الزاوية البحرية. وربما هي تنطلق من منظور استثماري سياحي فقط. لأن الأمانة اهتمت بتشجيع انتشار الأسواق والمقاهي والمطاعم والفنادق والشاليهات وتغافلت أن السياحة البحرية ليست هذا فقط.

 السياحة هي الارتكاز على العنصر الفاعل والمؤثر والمكون للمكان. فالمدن الجبلية تحتفي بقمم الجبال والسفوح. والمدن الساحلية ترتمي بأحضان البحر.

 أما الممارسات التي نلمسها على الأرض والتي تقوم بها أمانة جدة هي بعيدة كل البعد عن الاستفادة من نعمة البحر كواهب للعروس سرها الفاتن.

إن العقلية التي تدير أمانة جدة، فكرت وقدرت ثم صنعت لنا كورنيشاً شمالياً ضيقاً وجنوبياً مهملاً، واختزلته حاليا فيما سمي بالواجهة البحرية. جدة مدينة لا تحتفي بالشط والرمل والماء فأين الشواطئ المعدة للسباحة؟

 وأين المناطق الآمنة للعب الأطفال ودورات المياه؟

 وأين تلك الملاعب الصغيرة كالتي نشاهدها في كل شواطئ العالم؟

وأين الأنشطة البحرية والفعاليات المستمرة طوال العام؟

كل ما نجده هنا واجهة بحرية أسمنتية عبثت بها يد البشر، ورطوبة الهواء، والقطط, والفئران وأكشاك بشعة تلتهم الأرصفة وتمنع المشاة.

 كل ما هنالك طريق إسفلتي طويل على يمينه فنادق ومقاهٍ ومطاعم تستعمر الزوايا الإستراتيجية والمناظر المميزة.

 أما على شمال الطريق رصيف ضيق يتكدس فوقه البشر. كل ما فيها باهظ الثمن. فإن طمعت بشاطئ جميل نظيف آمن تدفع، وإن رغبت بسقالة تمتد في عمق البحر تدفع،

 وإن تمنيت بأن تستمتع عيناك بالخضرة والماء تدفع. أما (أبو العيال) صاحب الدخل المهدود فهو خارج الدراسات المستفيضة التي عكفت عليها أمانات جدة.

 وما على هذا المهدود الدخل إلا أن يتحير ويدفع أمامه أبنائه باحثا عن صخرة إسمنتية يلعب عندها أطفاله. أو إلى سقالة واحدة يتيمة يزدحم عليها كل الناس. أو شواطئ ضيقة بمرافق عامة شحيحة.يا أمانة جدة هذا ثوب عروسك لتطريزه بأبهى حلة،

فالبحر ومعه الناس منتظرون

عصا ساهر الطويلة وجزرته الغائبة

2011/07/24 | البلاد

ماجد الجارد

يتميز السلوك البشري بأنه ظاهر أي بمعنى يمكن ملاحظته ورصده. ومن هنا اهتم علم النفس بما يسمى”تعديل السلوك.ويمكننا تعديل السلوك البشري بإخضاعه لقانون التعزيز والعقاب. وهذا القانون يعمد على تعزيز السلوك المرغوب به أو معاقبة السلوك غير المرغوب به.

ولا يعني التعزيز التدليل كذلك لا يعني العقاب المعنى الشائع لدى الناس بالضرب والإيذاء.

إنما هذان المبدآن التعزيز والعقاب جل ثمرتهما هو تغيير السلوك غير المرغوب فيه أو تأكيد السلوك المرغوب فيه. والذي نرومه هنا هو سلوك سائقي السيارات بوصفه سلوكاً بشرياً ظاهراً قابلاً للملاحظة وخاضعاً لقانون تغيير السلوك التعزيز والعقاب.

لذا عمدت إدارة المرور على تطبيق نظام ساهر المروري باعتباره طريقة لتعديل سلوك غير مرغوب به من السائقين. فساهر يوقع الغرامة على كل سلوك خاطئ يقوم به السائق. ومن هنا يفترض خفض السلوك غير المرغوب فيه،

لكننا نلاحظ أن قائدي السيارات بمجرد أن يقتربوا من ساهر يتواصون بينهم بالإشارات الضوئية وإذا تخطوا ساهراً يعودون لممارسة السلوك غير المقبول به. والسؤال هنا لماذا لا يعتمد ساهر على قانون تعديل السلوك البشري بشقيه فكما يتكئ على العقاب فعليه مكافأة وتعزيز السلوك المقبول.

فلو استخدمنا أسلوب التعزيز كمخفض داعم للسلوك بحيث نعزز المنضبط مرورياً باقتطاع حصة من الغرامة التي يدفعها المخالف و تعطى للمنضبط. أو يمنح مكافأة كإسقاط رسوم تجديد الرخصة مجاناً تشجيعاً وتحفيزاً للسلوك المرغوب به على الطرقات.

ومن هنا نستطيع تخطي مشكلة الانضباط المصطنع أمام كاميرا ساهر فالسائق حين يعلم أنه سيكافأ على سلوكه الإيجابي فإنه يسعى للانضباط سواء وجد ساهراً أو لم يجد لأن المخالفة حتى وإن كانت يسيرة ستحرمه من مكافأة مالية أو إسقاط رسوم الرخصة ويشعر بالفائدة المباشرة والسريعة العائدة له خاصة أن نظام ساهر هو نظام توعوي غير استثماري