كتب إلي القاص الرائع طارق الجارد هذه الأسطر يريد مني إجابة عليها.
ماجد ياصديقي..حدثني
لما توشم نادلة في مقهى فرنسي، اسمك على معصمها؟
ماجد!
و الحروف العربية تتراقص على اليد البيضاء، و توحي بحب أبدي يستحق أن ينحت في يد الحسناء.
ماجد يا رفيقي ،، اغفر لي
ألا تشعر بالغبطة حينما تدرك أن اسمك كان ذريعة للحديث مع الجميلة؟
ماجد،، و للحب أشكال غير الهوى، و للحديث شجون لولا الحياء
ماجد، أعلم أنك تريد أن تعرف المزيد، لكن الفتاة معجبة بأبيها، و ما ماجد سوى اسم والدها، و هذا أقصى ما عرفت منها.
فكتبت له هذه الأسطر علها تؤنس غربته وتدفئ إقامته في دولة تحتفي بالثلج.
طارق يا صديقي وما أحدثك عنه!.
أأحدثك عن معصمها الأبيض وحب لم يستطع الصمت فنفر من جيدها وشم فاضح.
أم أحدثك عن وشم لحب خشي أن تتمسه ممحاة الليالي الطويلة.
وربما قد أحدثك عن وشم قد كتبه حبيب على معصم حبيبته خشية أن تنساه.
طارق أيعقل في تلك المدينة المترعة بالعشاق أن فتاة توشم اسم أبيها! لعلها وشمت نفسها بلغة مختلفة تريده حب لا يقرأه غير حبيبها المغترب, طارق لكنك الشاب الوحيد الذي استطاع قراءة حبها فارتبكت وتوارت خلف اسم أبيها!.
هو ذا يا صديقي تناسخ الوشم عبر العصور, ينتقل من ساعد لآخر ومن نبض لنبض لا يكترث بالأعراق ولا الحدود و جوازات السفر غير أن وللأسف قدره الاغتراب والتهجير وحلم الدفئ والعودة.
يا صديقي قد يكون الإحساس مدينة اغتراب تماما كهذا الوشم العربي الذي يزين معصم فتاة في مقهى فرنسي.
صباح الغيوم المتألقة..
أرقبها وأنا أقرأ هذه التدوينة التي..
ساقت لي المفاهيم متجردة مما يتركه الوشم من أثر…
متى يا ترى نقرر أن ننحت الأسماء على أيدينا….!
هل عجزت قلوبنا عن احتوائها….!
أم أنها انعكاس قد فر من هناك….!
لعله…
هرب من ظلمة قد أحاطت بمكانه الذي طالما احتواه….!
وآثر أن يعري نفسه أمام أعين الجميع….!
القلب هو الأقرب..
والأأمن..
والأكثر حناناً عليهم..
هناك…
حيث لا يراهم سوانا..
ولا يهمس لهم سوانا…
دم بخير..
آمنة
من نحبهم بعمق..نخبئهم بين اوارقنا..نوشم اسماءهم في قلوبنا..لا في معصم يتعرض لأعين المتطفلين واسئلتهم! لذلك أظن أنها وشمت اسم والدها….طبعا قصدت بالحب هو الحب الذي نختاره ..لا الفطري.
مرحبا الفاضلة آمنة. بورك الوشم الذي جعلك تشمي هذه التدوينة. كنت أنتظر بمدونتك أتساأل ما سر هذا التلاشي؟. ولكن أسطرك وشم لا يختفي. ..
بالفعل أيته الفاضلة قد يهرب الوشم من مكانه المعتم. أتدرين متى؟
حين يدرك الوشم أنه أحيط بالعتمة من كل جانب. حين يعلم أن مخالب الخوف تنهش رسمة.
حين لا يبقى مكان غير الفضح بعد الستر, والسطح بعد العمق.
مزينا معصم أو وجه. وصامدا أمام عوامل تعرية العمر بكل جمال وبهاء.
صباح العام الأبيض كقلب غيمة يا غربة.
“من نحبهم بعمق” استوقفتني كثيرا عبارتك هذه. فدائما نقول من نحبهم بعنف ومن نحبهم بتشبث ومن نحبهم بشدة ومن نحبهم بعمق. لماذا هذا ألا تكفي لفظة نحبهم. ربما هو تعبير لمدى التساق أرواحنا بهم ومدى تمازجها معهم. ربما نقول بعمق نريد أن نجذبهم لأقبيتنا السرية التي نخبئ فيها كل إحساس ثمين وكل أمنية عذبة وكل نبض هادر. نعم نجلسهم في أعماقنا رفقة بهم أن يخدشهم السطح وخشية أن يفو على الصطح فتتقاذفهم الأمواج ويضيعو منا. فعلا من نحبهم بعمق هم من نحبهم بحب.
ومن نحبهم بعمق نرسمهم وشم بالغ الفتنة داخل قلوبنا.