Feeds:
المقالات
التعليقات

Archive for 22 سبتمبر, 2011

الغابة النرويجية

الغابة النرويجية

رواية الغابة النرويجية لهاروكي نوركامي :  تزيد يقينك بأن هناك أنثى وحيدة تستحق كل المجازفة! تلك الأنثى هي المعادل الموضوعي للحياة, إنما هي الحياة. نعم إنها فريدة تجتذبك إلى  المستقبل وتحفزك لأن تنعم بحاضرك…

 رواية تنسج بداخلك أنك فعلا  تستحق تلك التي تحيطك من جهاتك الأروع! فتحيطها من جهاتها الأعذب. إنه عمل   يستمطر فوق أرضك اليباب غيمات الحنين,  وتساقط  ندف ثلج ناصع لروح بيضاء. روح  فاتنة آسرة   حين  ترتدي فصولك الأربعة.   فتدير دفة عامك وعمرك…

ولا تخفي الوجه الثاني للعملة. حيث تبحث تلك الأنثى عن رجل واحد يكون قادر أن  يتفهم حالتها المزاجية السريعة التأثر بالظرف الخارجي. أنثى تفتش بين طوابير الرجال عن ذاك الجدير بها . هو فقط القادر أن يشعرها بوجودها وبكيانها وبشخصيتها ويشبع لهفتها للعاطفة التي تمنحها لمن حولها وتفتقدها بذات الوقت. إنه رجل واحد يبتعد عن نزواته غير أنه ليس بقديس !!…

العمل يعرض أصناف من الرجال عبر مهجع لطلبة الجامعة. فرجل كجندي العاصفة منظم يرتب حجرته مهووس بالنظافة والصحة العامة. دقيق صارم ينتمي لطبقة فقيرة محدد هدفه البسيط ويمضي به لكنه لا يصل. رجل آخر صارم في التعامل مع أهدافه ومستعد لأن يتنازل عن كل شيء ويفعل أي شيء بمقابل الوصول. ليس بانتهازي وليس بأناني لكنه حصر طموحه في عمله أن ينخرط في السلك الدبلوماسي. وباستعداد أن يتنازل عن أنثى أحبته بمقابل عمله لأنه يؤمن أن لا شيء يسمى حب. فالعلاقة بين الرجل والأنثى علاقة طبيعية فطرية. كل منهما يميل للآخر وبحاجة له. وهذه الحاجة لا تتسم بطابع رومنتيكي حالم. بل هي علاقة شراكة أمنحها ما تريده من الرجل وتهبه ما يطلعه منها. إنه رجل يقدر علاقات الصداقة ويصونها. واضح الخطوات ثابت النقلات…

كذلك العمل يعرض لصنف من الرجال عبقري لكنه سوداوي النزعة. قادر أن يدير جماعة من الأصدقاء لكنه عاجز أن يتواصل مع أنثى تحبه. إن رواية  الغابة النرويجية سميت باسم معزوفة موسيقية (الغابة النروجية). والتي كانت تعزفها إحدى شخصيات العمل سيدة بنهاية الثلاثين معلمة موسيقى وقد تعرضت لصدمة نفسية, كانت تعيش في مصحة وتعزف على القيثار. وأنا أتجول بين الصفحات كنت أنصت لعزفها. مقطوعة حالمة تشعر معها بأنك تسير بين أفنان غابة. ومقطوعة أخرى (الخنافس)  صاخبة غجرية . تنصت لكل ألوان الموسيقى من أقصى شرق آسيا حتى قلب أوربا.  العمل ذو نزعة فلسفية في الحياة والموت. فهو لا ينظر إليهما على أنهما نقيضين بل الموت مرحلة متممة للحياة وامتداد لها. يتوزع العمل بشكل عام بين مكانين. مهجع لطلبة الجامعة. ومصحة نفسية هادئا نائية.  وتدور الكثير من الأحداث الصغيرة في المطاعم التي يرتادها الطلبة, والبارات والملاهي الليلية وصالات البلياردو, قطارات وشقق ضيقة وفنادق حقيرة. تستلهم الأحداث في جريانها على المسرح اليوناني. حيث تشتبك شخصيات الرواية متفاعلة مع المكان والزمان والظروف التي تتداخل وتقع رهينة لها. ثم عند النهاية يأتي الحل الإلهي ليوجه الشخصيات إلى مصائرها.

لكن لم يرق لي كثيراً الإغراق في مشاهد جنسية لست ميال لها. 

 

Read Full Post »

أعترف !!

أعترف !!

وتُسائلني هل يتعين عليك الاعتراف؟ لأسمح لنفسي أن تتردد أو تمانع لتعترف.  سأعترف لأن الاعتراف ليس عيب. وليس ضعف وليس تشويه وليس وليس وليس…

وأعترف لأن الاعتراف هو إدانة بالجميل. نعم لأعترف أني غبت كثيراً. وأعترف أن غيابي ليس بمبرر وليس بالاستغناء وليس باللامبالة ولا.. ولا.

وأعترف أني كنت قريب  أراقب مدونتي كل  يوم مراراً. أمر على الصفحات القديمة واستمطر من غيمة الذكريات كل النقاشات  وأعترف بأنكم كنتم تغدقون علي فيض أضوائكم. وأعترف بأن الصمت طوقني وأعترف بأن دوامة التأمل حاصرتني. واعترف بأني كنت عاجز أن أخط حرف باهت هنا. وأعترف أني كنت ابتهج بكل الدعم الذي أمددتموني به دون أن أقدم  لكم شيء ذا بال. وأعترف أني بغاية الإحراج وليس هذا وحسب بل بغاية الامتنان. كنت في ما مضى أظن أن المدونة أي مدونة كالشجرة حين ينضب ماءها. وتجف وترحل نضارة خضرتها. وتساقط أوراقها عندها سيذبل  ظلها ويرحل عنها كل العابرون الذين قد كانوا. وستذرو الرياح تلك الأعشاش التي بنيت بين أغصانها. إلا أنكم هنا جعلتموني استيقن أن  الشجرة أنتم وما أنا إلا طائر أنهكه الطيران وعصف به الشتاء وآب  ليبتني عش من دفئ. أيصمد عشي؟ أيقاوم الريح وهو الهش؟ أيستطيع منقاري أن يرسل تغريدة ؟…

 دمتم أضواء تعبر أسطري, وأنامل نور تخط عقلي وكياني.

 

Read Full Post »