Feeds:
المقالات
التعليقات

Archive for 31 جويلية, 2011

إنعاش ذاكرة و ولادة نسيان

ماذا يعني لك حين تستيقظ من نومك بذاكرة نظيفة لا شية فيها! أيعني لك أنك خسرت كثيرا أم ولدت من جديد! بالأمس استيقظت ظهرا من نومي ولما أردت فتح هاتفي لم يستيقظ معي لعله قد فارق الحياة !؟. ثم حاولت أن أجري له إسعافات أولية لا فائدة فالغيبوبة تحاصره وتخرس لسانه عن الثرثرة لصاحبه الأعمى. هاتفي جهاز نوكيا قديم مزود ببرنامج ناطق سرقته من النت بعد أن سرقتني واستغلت شركة البرنامج الناطق أربع مئة دولار أمريكي ورفضت أن تمنحني نسخة ثانية. هاتفي يثرثر علي أسماء الرفاق ورسائلهم ,همومهم, أحزانهم, نكاتهم, أخبارهم, نزواتهم, جدهم وهزلهم.أحلامهم, خيباتهم, فرحهم, خذلانهم, حبهم, كرههم, ثوراتهم وفوراتهم, سكناتهم, وهمساتهم . قراءاتهم وكتبهم ومقالاتهم ومشاريعهم و انبهارهم بنص, وهربهم واحتمائهم ببيت شعر إلخ .. هاتفي الناطق أذنا أنصت عبرها للحياة. لن أقول خسرت أرقامهم لأني بالتأكيد أنا حاضر في حيواتهم. لكني حزين على أرقام بالغت الثلاث مئة رقم تقريبا جمعني مع كل رقم ذكرى حلوة أو تعيسة أو موقف حدث و قصة حكاية عبرت جانبا من عمري. ربما أنا اليوم بذاكرة نظيفة أجمل ما بها أني تخلصت من أرقام أيقنت أنها وهم كان يكبلني. حزين على أرقام سعيت باحثا عنها. كرقم دكتور درسني بالجامعة انقطعت أخبارنا عن بعض قرابة ثمانية سنون ثم ذات صباح امتشقت عصاي البيضاء وانتشلني الحنين , اقتحمت مبنى الكلية عليّ أعثر عليه صدفة بإحدى الممرات. توجهت لمكتبه الذي أذكره فوجدته تغير ذهبت لمكتب رئيس القسم فوجدته أيضاً تغير. خمنت.. فكرت أين يمكن أن يقع مكتبه الجديد؟ ذهبت لمكتب صديق له بنفس القسم فوجدت الأستاذ قد ترك العمل بالجامعة ليعار خرجها بكندا. فكرت وحدست أنه بالتأكيد سيكون بآخر الممر قرب مكتبه القديم أين سيذهب!؟ . وقفت بنهاية الممر ومن حولي قرابة الخمسة أو الستة أبواب والثرثرات والضحكات والنقاشات المكتومة المحتبسة ترشح من بين فتحاتها. سمعت صوت أعرفه جيدا توجهت للباب إنه صوت دكتور آخر نفس المكتب لم يتغير نفس الصوت واللهجة السودانية المرحة. طرقت الباب ودخلت. كيف حالك دكتور. يااااه .. أهلين ماجد وينك ما شفناك من زمااان. ثرثرنا على الواقف . ثم خرجت وعدت للوقوف بالممر الطويل. كان هناك طلبة بكلوريوس يتناقشون, حاولت أن أتذكر عن أي مادة يتحدثون؟ استوقفت آخر قلت له أهذه غرفة الدكتور فلان؟ دلني عليها. وأنا أقبل على الباب الذي وشوش لي بصوت دكتوري الهادئ العميق المتأمل بعيد المدى. صوته يرحل بك لعوالم لا منتهى لها. يبحر بك بزورق صغير وشراع مقوس منتفخ بالأسئلة. يغوص معك لقاع غاية في الفتنة. ويقتعد معك على كثبان رملية ليحدثك عن أسامة ابن منقذ. وينثر على الأرض شعره الرقيق. أو يرحل بك صوته لأديرة وزوايا وخلوات للقداسة والتصوف عن كل ما يشغل وتافه. يا ماجد إن لم يُحفر على أعلى سريرك أثر راسك المتأمل فلن تصل لشيء

Read Full Post »

http://www.albiladdaily.net/?p=4891#more-4891

العروس وصاحب الدخل المهدود

2011/07/31 الاثنين
ماجد سليمان الجارد

كثيرا ما نسمع أن جدة هي عروس البحر الأحمر، ولسنا نعلم من قائل هذا، بل لسنا متيقنين أن جدة فعلا هي عروس البحر الأحمر، فالبحر الأحمر الغني بالشعب المرجانية والحياة البحرية لا نشاهد تطريزه الفاتن على فستان العروس.
بيد أن مدناً صغيرة أخرى مطلة على البحر الأحمر أدركت عمق تأثير البحر فارتكزت السياحة فيها على هذا العنصر. واستغلت الأمر حتى ذاع صيتها وأصبحت مطمعاً لكل من يهوى الحياة البحرية.

المحزن أن جدة عروس لا تحتفي بالبحر، فأمانتها القائمة على شؤونها لا تنظر لها من هذه الزاوية البحرية. وربما هي تنطلق من منظور استثماري سياحي فقط. لأن الأمانة اهتمت بتشجيع انتشار الأسواق والمقاهي والمطاعم والفنادق والشاليهات وتغافلت أن السياحة البحرية ليست هذا فقط.

 السياحة هي الارتكاز على العنصر الفاعل والمؤثر والمكون للمكان. فالمدن الجبلية تحتفي بقمم الجبال والسفوح. والمدن الساحلية ترتمي بأحضان البحر.

 أما الممارسات التي نلمسها على الأرض والتي تقوم بها أمانة جدة هي بعيدة كل البعد عن الاستفادة من نعمة البحر كواهب للعروس سرها الفاتن.

إن العقلية التي تدير أمانة جدة، فكرت وقدرت ثم صنعت لنا كورنيشاً شمالياً ضيقاً وجنوبياً مهملاً، واختزلته حاليا فيما سمي بالواجهة البحرية. جدة مدينة لا تحتفي بالشط والرمل والماء فأين الشواطئ المعدة للسباحة؟

 وأين المناطق الآمنة للعب الأطفال ودورات المياه؟

 وأين تلك الملاعب الصغيرة كالتي نشاهدها في كل شواطئ العالم؟

وأين الأنشطة البحرية والفعاليات المستمرة طوال العام؟

كل ما نجده هنا واجهة بحرية أسمنتية عبثت بها يد البشر، ورطوبة الهواء، والقطط, والفئران وأكشاك بشعة تلتهم الأرصفة وتمنع المشاة.

 كل ما هنالك طريق إسفلتي طويل على يمينه فنادق ومقاهٍ ومطاعم تستعمر الزوايا الإستراتيجية والمناظر المميزة.

 أما على شمال الطريق رصيف ضيق يتكدس فوقه البشر. كل ما فيها باهظ الثمن. فإن طمعت بشاطئ جميل نظيف آمن تدفع، وإن رغبت بسقالة تمتد في عمق البحر تدفع،

 وإن تمنيت بأن تستمتع عيناك بالخضرة والماء تدفع. أما (أبو العيال) صاحب الدخل المهدود فهو خارج الدراسات المستفيضة التي عكفت عليها أمانات جدة.

 وما على هذا المهدود الدخل إلا أن يتحير ويدفع أمامه أبنائه باحثا عن صخرة إسمنتية يلعب عندها أطفاله. أو إلى سقالة واحدة يتيمة يزدحم عليها كل الناس. أو شواطئ ضيقة بمرافق عامة شحيحة.يا أمانة جدة هذا ثوب عروسك لتطريزه بأبهى حلة،

فالبحر ومعه الناس منتظرون

Read Full Post »

عصا ساهر الطويلة وجزرته الغائبة

2011/07/24 | البلاد

ماجد الجارد

يتميز السلوك البشري بأنه ظاهر أي بمعنى يمكن ملاحظته ورصده. ومن هنا اهتم علم النفس بما يسمى”تعديل السلوك.ويمكننا تعديل السلوك البشري بإخضاعه لقانون التعزيز والعقاب. وهذا القانون يعمد على تعزيز السلوك المرغوب به أو معاقبة السلوك غير المرغوب به.

ولا يعني التعزيز التدليل كذلك لا يعني العقاب المعنى الشائع لدى الناس بالضرب والإيذاء.

إنما هذان المبدآن التعزيز والعقاب جل ثمرتهما هو تغيير السلوك غير المرغوب فيه أو تأكيد السلوك المرغوب فيه. والذي نرومه هنا هو سلوك سائقي السيارات بوصفه سلوكاً بشرياً ظاهراً قابلاً للملاحظة وخاضعاً لقانون تغيير السلوك التعزيز والعقاب.

لذا عمدت إدارة المرور على تطبيق نظام ساهر المروري باعتباره طريقة لتعديل سلوك غير مرغوب به من السائقين. فساهر يوقع الغرامة على كل سلوك خاطئ يقوم به السائق. ومن هنا يفترض خفض السلوك غير المرغوب فيه،

لكننا نلاحظ أن قائدي السيارات بمجرد أن يقتربوا من ساهر يتواصون بينهم بالإشارات الضوئية وإذا تخطوا ساهراً يعودون لممارسة السلوك غير المقبول به. والسؤال هنا لماذا لا يعتمد ساهر على قانون تعديل السلوك البشري بشقيه فكما يتكئ على العقاب فعليه مكافأة وتعزيز السلوك المقبول.

فلو استخدمنا أسلوب التعزيز كمخفض داعم للسلوك بحيث نعزز المنضبط مرورياً باقتطاع حصة من الغرامة التي يدفعها المخالف و تعطى للمنضبط. أو يمنح مكافأة كإسقاط رسوم تجديد الرخصة مجاناً تشجيعاً وتحفيزاً للسلوك المرغوب به على الطرقات.

ومن هنا نستطيع تخطي مشكلة الانضباط المصطنع أمام كاميرا ساهر فالسائق حين يعلم أنه سيكافأ على سلوكه الإيجابي فإنه يسعى للانضباط سواء وجد ساهراً أو لم يجد لأن المخالفة حتى وإن كانت يسيرة ستحرمه من مكافأة مالية أو إسقاط رسوم الرخصة ويشعر بالفائدة المباشرة والسريعة العائدة له خاصة أن نظام ساهر هو نظام توعوي غير استثماري

Read Full Post »

مشاريع تخرج طلبة الهندسة

الاثنين 2011/07/18 | البلاد

ماجد الجارد

ألقيت قبل عامين دورة تدريبية حول تعليم طريقة برايل (الخط البارز). وكان الحضور متنوعاً أمهات, وعاملين في المجال الطبي, طلبة جامعة, ومهتمين بذوي الاحتياجات الخاصة . أتذكر أنه دار نقاش مع طلبة يدرسون بكلية الهندسة وسيتخرجون قريبا. كانت وجوههم تطفر حماسا وأعينهم مترعة بالأحلام وعقولهم تشع توقدا. تناقشنا طويلا حول التقنية لذوي الاحتياجات الخاصة.

 وما تستطيع تقديمه التقنية لهم فهي إما أن تقدم حلا تعويضيا كطرف اصطناعي يتعايش معه طيلة عمره. أو تذهب التقنية لجانب يجعل المعاق يتخطى إعاقته المسببة دون أن تعوض النقص الجسدي. فتبتكر التقنية حلا مذهلاً كبرامج الحاسب الآلي للمعاقين بصريا. والتقنية تستطيع أن تسهل نمط الحياة وتيسرها له مثل إعادة تجهيز السيارات لذوي المقاعد المتحركة. غير أن كل هذه الحلول التقنية قد لا تكون متوفرة بشكل شائع يشمل كافة الطبقات الاجتماعية من فقراء وأغنياء.

 وإن توفرت فهناك معضلة الصيانة الدورية والتدريب. إن كل هذه المشكلات يمكننا التخفيف منها بأن تتكاتف الأيدي بين أصحاب الاحتياج القائم وكليات الهندسة بجامعاتنا. إن الابتكارات العلمية قائمة على أساس الاحتياج الإنساني لها فالإنسان القديم حين احتاج أن يتدفأ أشعل النار. وحين أراد أن ينقل متاعه ابتكر العجلة. وإنساننا اليوم حين أراد أن يطير ابتكر الطائرة والمكوك.

 وحقق هذا من خلال تحديد احتياجه القائم ثم محاولة البحث عن حل. قبل خمسة أعوام تقريبا واجهت مدرسة ثانوية بجدة مشكلة تصوير أسئلة الاختبارات لطلابها المكفوفين المدموجين فيها فصنع معلم كان قد تخرج من كلية الهندسة بالتعاون مع زميل له متخصص في تعليم المكفوفين جهازاً لتصوير ورق برايل استخدمته المدرسة في إعداد أسئلة الاختبارات. هذا الجهاز يحاكي آلة (الثيرموا فورم ) التي تستورد من الخارج بما يقارب خمسة عشر ألف ريال سعودي،

 والمعلمان نجحا في محاكاة هذه الآلة بتكلفة تصل تسعين بالمائة أقل من الآلة المستوردة. بالفعل هناك حاجة قائمة على الأرض أن تحل التقنية الكثير من المشاكل.فلماذا لا ينمو التواصل وتمد قنوات الاتصال بين المهتمين من ذوي الاحتياجات الخاصة ومؤسساتهم مع طلبة كليات الهندسة الذين يتسلحون بالحماس ومن خلفهم أساتذة تملك المعرفة؟.

 أنا لا أدعو لأن تقتصر مشاريع الطلبة جميعها على مجالات الإعاقة, كل ما أطمح إليه أن يكون هناك مسار ثابت لمشاريع التخرج داخل الكليات يتم دعمه من قبل الأساتذة. وعلى الدارسين أن يجروا أبحاثهم لعلنا نحظى بابتكار يغير مجرى حياة ليس المعاق السعودي بل معاقي العالم.أليست بعض مواقع النت وبرامج الحاسب الأوسع استخداما عبر العالم مشاريع أبدعها طلبة بالجامعات يدفعهم الحلم؟

 

Read Full Post »

http://www.albiladdaily.net/?p=1547#more-1547

حقيبة الوافد

2011/07/11 | البلاد

ماجد الجارد

رصدت الروايات التي تناولت فترة الطفرة للمجتمع السعودي طبيعة العلاقة بين الوافد والمواطن. هذه العلاقة اتخذت أشكالاً كثيرة تتأرجح بين الرفض التام والقبول. قد يعود هذا حسب ما رصدته بعض الروايات لأسباب متنوعة إما دينية أو عرقية أو ثقافية أو نوع الجنسية..إلخ المساحة هنا لا تتسع للإسهاب..

إن تلك الروايات لفتت انتباهي ودعتني للتساؤل عن طبيعة الاحتكاك بين الوافد والمواطن قبل أربعة عقود تقريبا. الاحتكاك والتفاعل كان عبر التوظيف بشركات النفط, الطيران وقطاعات أخرى مدنية وعسكرية. فانخرط ابن الصحراء والجبل داخل الحياة المهنية الصارمة بأنظمتها التي فرضت قانوناً مغايراً لتحسين الحياة. حيث اشترطت بعض الشركات القراءة والكتابة وبعدها اشترط أن يتعلم اللغة الإنجليزية فأصبحنا نشاهد عربيا توارث من أجداده لغة الضاد يتكلم بلغة غير لغته العربية. فمستقبلك المهني يُحدد بحجم المهارات التي تتقنها وتستطيع تعلمها. أو إن الاحتكاك بين المواطن و الوافد يتخذ شكلاً مغايراً عن المهنة إلى التلمذة على أيديهم في المدارس والمعاهد التخصصية والجامعات. ولننظر في عجالة كيف صورت لنا بعض الروايات طرفا من ذاك المشهد فقد رصدت رواية الحزام أن مدرسة القرية التي يعمل بها معلمون وافدون ابتكروا وسيلة لنشر الوعي الصحي داخل المجتمع القروي حيث أجروا مسابقة ظريفة للاستحمام بين الطلبة . الطريف أنه لم يشارك بهذه المسابقة غير ثلاثة تلاميذ حضروا للمدرسة وقد استحموا في ماء الغدير. أما جمال ناجي صاحب رواية الطريق إلى بلحارث أنشأ أول فرقة مسرحية هناك. إن الوافد الغربي حين قدم للسعودية أحضر في حقيبته نمط المعيشة المدنية الذي اعتاد عليه. كربط حزام المرور يوم كانت الطرقات خالية. وإلقاء النفايات في صناديقها. وحب القراءة وغيرها. هذا الاحتكاك بين الوافد والمواطن ولد نمطاً جديداً في السلوكات و الأفكار لدى المواطن باعتبار ما قد تعلمه أو جربه. والسؤال الراهن ما طبيعة العلاقة بين المواطن و الوافد ؟ وماهي السلوكيات التي سيتأثر بها احتكاكنا بالوافد الحالي ونحن في 2011م

Read Full Post »