http://www.albiladdaily.net/?p=4891#more-4891
العروس وصاحب الدخل المهدود
المحزن أن جدة عروس لا تحتفي بالبحر، فأمانتها القائمة على شؤونها لا تنظر لها من هذه الزاوية البحرية. وربما هي تنطلق من منظور استثماري سياحي فقط. لأن الأمانة اهتمت بتشجيع انتشار الأسواق والمقاهي والمطاعم والفنادق والشاليهات وتغافلت أن السياحة البحرية ليست هذا فقط.
السياحة هي الارتكاز على العنصر الفاعل والمؤثر والمكون للمكان. فالمدن الجبلية تحتفي بقمم الجبال والسفوح. والمدن الساحلية ترتمي بأحضان البحر.
أما الممارسات التي نلمسها على الأرض والتي تقوم بها أمانة جدة هي بعيدة كل البعد عن الاستفادة من نعمة البحر كواهب للعروس سرها الفاتن.
إن العقلية التي تدير أمانة جدة، فكرت وقدرت ثم صنعت لنا كورنيشاً شمالياً ضيقاً وجنوبياً مهملاً، واختزلته حاليا فيما سمي بالواجهة البحرية. جدة مدينة لا تحتفي بالشط والرمل والماء فأين الشواطئ المعدة للسباحة؟
وأين المناطق الآمنة للعب الأطفال ودورات المياه؟
وأين تلك الملاعب الصغيرة كالتي نشاهدها في كل شواطئ العالم؟
وأين الأنشطة البحرية والفعاليات المستمرة طوال العام؟
كل ما نجده هنا واجهة بحرية أسمنتية عبثت بها يد البشر، ورطوبة الهواء، والقطط, والفئران وأكشاك بشعة تلتهم الأرصفة وتمنع المشاة.
كل ما هنالك طريق إسفلتي طويل على يمينه فنادق ومقاهٍ ومطاعم تستعمر الزوايا الإستراتيجية والمناظر المميزة.
أما على شمال الطريق رصيف ضيق يتكدس فوقه البشر. كل ما فيها باهظ الثمن. فإن طمعت بشاطئ جميل نظيف آمن تدفع، وإن رغبت بسقالة تمتد في عمق البحر تدفع،
وإن تمنيت بأن تستمتع عيناك بالخضرة والماء تدفع. أما (أبو العيال) صاحب الدخل المهدود فهو خارج الدراسات المستفيضة التي عكفت عليها أمانات جدة.
وما على هذا المهدود الدخل إلا أن يتحير ويدفع أمامه أبنائه باحثا عن صخرة إسمنتية يلعب عندها أطفاله. أو إلى سقالة واحدة يتيمة يزدحم عليها كل الناس. أو شواطئ ضيقة بمرافق عامة شحيحة.يا أمانة جدة هذا ثوب عروسك لتطريزه بأبهى حلة،
فالبحر ومعه الناس منتظرون
أضف تعليق