Feeds:
المقالات
التعليقات

Archive for 21 أفريل، 2009

مع برايل

مع برايل
في مكالمتنا الهاتفية اعترى محدثي موجة استياء عارمة لأنه بعث للكثير من الجهات ولم يرد عليه إلا بالصمت التام , ثم استدرك وقال لم يبلغ عدد المشاركون إلا سبعة رجال وثمانية سيدات , فقلت له الخيرة فيما اختاره الله .
وحين اعتليت المسرح تفاجأت بحضور غريب زاد معه حيرتي فقد كان يقتعد المسرح خمسة عشر رجل وستة وعشرون امرأة .
وفي اليوم الثاني من الدورة اعتليت المسرح فتناها لسمعي جلبة أكثر من التي كانت بالبارحة كان الحضور يزيد على العشرين رجل وأربعين إمرأة ,
أما اليوم الثالث يملأ المكان ويجول في جنبات المسرح طنين كطنين النحل في خليته ,
كان الحضور يفوق السبعين امرأة وبنفس عدد الرجال .
وبع أن شكرت الجميع توجهت لهم بالسؤال ماذا تعلمت من برايل ؟
قالوا الصبر , والقدرة على التصنيف , والدقة . ثم طرح نفس السؤال ماذا أضافت لي طريقة برايل ؟
أجبت بأن برايل قد علمتني أمرين .
الأول إن طريقة برايل هي طريقة تقرأ وتكتب من اليسار إلى اليمين وهذه الطريقة لا ترى بالعين بل تلمس بأطراف الأنامل ,
ومن هذا تعلمت إنني إن كنت أتطلع للنجاح لابد أن أكون مختلف كما هي برايل مختلفة.
والأمر الثاني علمتني خلية برايل المتكونة من عامودين متوازيان ويحوي كل عامود ثلاثة نقاط تتكون منها عموم لغات العالم العربية والإنجليزية والفرنسية وغيرها.
وكذلك الحياة هي الفرصة الوحيدة , لذا يتعين علي أن أبدع في ابتكار البدائل ,
فلو إستسلمت للعتمة التي تحيط بي وتنتشر من حولي وتغلف كل المرئية بغلالة ضبابية تشوه الواقع وتزودني بريئة مغلوطة .
فلم أتمكن من رفع أشرعتي لتناطح الرياح ,
ولن يبحر زورقي ليشق عباب الماء ,
ولن أعتلي الصارية المرتفعة لأتطلع إلى الأفق وأبحث عن فنار يومض من بعيد ,
يهتف لي أن أقبل لأرسو على مرفئه .
لهذه الأحرف تتمة حول بعض المواقف المحرجة والمشاعر التي تلمستها من خلال إلقائي لتلك المحاضرات ,
أتطلع لمتابعتك وأعتز برأيك .

Read Full Post »