زنزانة الورد
ما إن قرأت عنوان قصيدة ( السجينة ) للشاعر إيليا أبو ماضي عبرت أمامي صورة سجينة ذات ملامح بربرية أصيلة , إلا أن الفارق الزمني بين الشاعر الذي عاش في المهجر أوائل القرن العشرين , وبين تلك السيدة المغربية التي لازالت تعيش في القرن الواحد والعشرين جعلني على يقين أنها ليست المعنية بالقصيدة.
فامتلكتني نشوة التأمل هل يمكننا الممازجة بين سجن زهرة في إناء أنيق والسجينة المغربية مليكة أفقير!؟ .
تلك الفتاة التي قطفت من بيت أبيها الجنرال أفقير وزرعت بين ردهات وغرف وقاعات القصور الملكية المغربية . ثم حين مل منها , عمدت تلك اليد التي انتزعتها من عائلتها وبيئتها الطبيعية إلى أن تجففها بلا ذنب فألقيت في عتمة السجن لتذبل شيئاً فشيئاً على مدى عشرين عاما ً…
حين كانت في القصر ومن حولها الحياة الناعمة كان يملأها حنين عميق كحنين الزهرة المسجونة في إناء أنيق, ويعلوها شحوبا وحزنا كحزن إيليا أبو ماضي حين رأى زهرة في البرية .
وللتو يحل الفجر عقد جفونها المغمضة طوال الليل . وشمس الشروق تهدي النباتات حلية ذهبية رقيقة لتلمع من بين بتلاتها الغضة حبات من ندى لؤلؤي . ولكأنه إيليا أبو ماضي يصور أرواحنا وهي تخفق بالطمأنينة على سجيتها الإنسانية النقية . ولكن حينما نجتث من واقعنا , من جذورنا , من بيئاتنا , ويلهو بنا الآخرين كما يشاءون ويرغمونا على ما هم يريدون , ويمتلكهم نشوة الاستمتاع وحب التملك والسيطرة حين يروننا ونحن نمتطي صهوة جواد يحمحم خلف تخوم التلاشي . وتلتقي في وادي الصمت : قلب الزهرة , وقلوبنا , تخفق مضطربة بصمت ثقيل لا صدى يصل لأرواحنا ولا يتردد في أرجاء الوادي . يتضخم خفق القلوب المنطوية على حنينها وهي تقف بمفردها في مواجهة مباشرة مع قلب الجاني الذي يبرز أنياب نرجسيته وأنانيته .
لذا تنتكس الحياة ويتحول معها الغروب لشروق , والنعيم لجحيم .
الزهر لا يكترث بمظاهر الحياة الفارهة .
في هذا العالم البديل والطاغي السحر نفقد روعة الدهشة, والبساطة والعفوية , فلا يلفت أبصارنا بريق الثريات الكرستالية التي تطل من سقوف القصور , والتي لا تقارن بمتعتنا الطفولية حين نطارد ومضات الحشرات المضيئة وهي تغزل من خيوط الضوء سجادة الليل الداكنة . وتراقصنا بين الأغصان والأوراق الخضراء وانتشاء أمانينا كالفراشات المتطاير تحت نور الضحى الدافئ , وأمام خطانا المرحة تمتد حلة العمر العشبية الزاهية. عند تلك العتبة من الأمان عندها يعبث بنا الحرمان فيخبو صوت الحياة وهي تحيا وتتجدد . عندها تذبل الأزهار في أصاصيها وتمرض من أنوف المستنشقين و يتبخر شذاها الذاهب , تشحب ألوانها ويخبو بريقها , وليس هذا السجن للزهر هو أشد ما تجده إنما القادم أبلغ في التنكر حين تذبل وتموت ينزعها من قطفها كما نزعها من براءتها الأولى ويلقيها في الطريق لتطأها أحذية العابرين .
إيليا أبو ماضي
السجينة
لعمرك ما حزني لمال فقدته .. ولا خان عهدي في الحياة حبيب
ولكني أبكي وأندب زهرة .. جناها ولوع بالزهور لعوب
رآها يحلّ الفجر عقد جفونها .. ويلقي عليها تبره فيذوب
وينقض عن أعطافها النور لؤلؤا .. من الطلّ ما ضمت عليه جيوب
فعالجها حتى استوت في يمينه .. وعاد إلى مغناه وهو طروب
وشاء فأمست في الإناء سجينة .. لتشبع منها أعين وقلوب
ثوت بين جدران كقلب مضيمها .. تلّمس فيها منفذا فتخيب
فليست تحيّي الشمس عند شروقها .. وليست تحيّي الشمس حين تغيب
ومن عصيت عيناه فالوقت كلّه لديه .. وإن لاح الصباح ، غروب
لها الحجرة الحسناء في القصر إنما .. أحب إليها روضة وكثيب
وأجمل من نور المصابيح عندها .. حباحب تمضي في الدجى وتؤوب
ومن فتيات القصر يرقص حولها .. على نغمات كلهنّّ عجيب
تراقص أغصان الحديقة بكرة .. وللريح فيها جيئة وذهوب
وأجمل منهنّ الفراشات في الضحى .. لها كالأماني سكنة ووثوب
وأبهى من الديباج والخزّ عندها .. فراشٌ من العشب الخضيل رطيب
وأحلى من السقف المزخرف بالدمى .. فضاءٌ تشعّ الشهب فيه رحيب
تحنّ إلى مرأى الغدير وصوته .. وتحرم منه ، والغدير قريب
وليس لها للبؤس في نسم الرّبى .. نصيب ، ولم يسكن لهنّ هبوب
إذا سقيت زادت ذبولا كأنما .. يرشّ عليها في المياه لهيب
وكانت قليل الطلّ ينعش روحها .. وكانت بميسور الشّعاع تطيب
بها من أنوف الناشقين توعّك .. ومن نظرات الفاسقين ندوب
تمشّى الضنى فيها وأيار في الحمى .. وجفّت وسربال الربيع قشيب
ففيها كمقطوع الوريدين صفرة .. وفيها كمصباح البخيل شحوب
أيا زهرة الوادي الكئيبة إنني .. حزين لما صرت إليه كئيب
وأكثر خوفي أن تظني بني الورى .. سواء، وهم مثل النبات ضروب
وأعظم حزني أنّ خطبّك بعده .. مصائب شتّى لم تقع وخطوب
سيطرحك الإنسان خارج داره .. إذا لم يكن فيك العشية طيب
فتمسين للأقذار فيك ملاعب .. وفي صفحتك للنعال ضروب
إسارك، يا أخت الرياحين ، مفجع .. وموتك، يا بنت الربيع ، رهيب
ولكنها الدنيا، ولكنه القضا .. وهذا، لعمري ، مثل تلك غريب
فكم شقيت في ذي الحياة فضائل .. وكم نعمت في ذي الحياة عيوب
وكم شيم حسناء عاشت كأنها .. مساوىء يخشى شرّها وذنوب
*******
تبر : الذهب و شبه الشاعر شروق الشمس الذهبي الذي يطلي النباتات بلمعة التبر
مضيمها : الضَّيْمُ الظُّلْمُ. وضامه حَقَّه ضَيْماً: نَقَصه إياه.
الحُباحِبَ : طائر أَطوَلُ مِن الذُّباب، في دِقَّةٍ، يطير فيما بين المغرب والعشاء، كأَنه شَرارةٌ.
الخضيل :العشب الناعم الرطب , العرب تقول: نزلنا في خُضُلَّة من العُشْب إذا كان أَخضر ناعماً رطباً.
الضنى : السَّقِيمُ الذي قد طالَ مَرَضُه وثَبَتَ فيه
أيار : أحد شهور الربيع
ماجـد
قرأت الرواية من زمن..
وها أنا أقرؤها قصيدة من جديد..!
إيليا..
هذا الشاعر الذي لا تلبث كلماته تسبب في داخلي دويّ..!
سكراً على الإثنين..!
دم بخير..
آمنة مساؤك كزهر الربى رطيب . السجينة كنت قرأتها قبل عمان .وبعد فراغي من قراءت السجينة إنتابني موجة من المشاعر لا أقول الكئيبة ولا السوداوية المقيتة بل شفقة وتحسر على عمر الضائع في غياهب السجن . وبقيت في ذاكرتي منظر محاولتها هي وإخوتها للهروب . أن تحفر بأناملك زنزانة محكمة ثم تخرج للعالم الخارجي وأنت لا تعلم ما تستقبل من جوع وفقر ومطاردة ويرافقك طفل لم يعرف من الحياة سوى الزنزانة الضيقة , فيندهش من منظر الإسفلت والسيارات والناس والحقول والقمر والليل والشوارع والمدن إلخ من مظاهر الحياة المدنية . ثم بعد القراءة بأشهر شاهدت برنامج شاهد على العصر وكان مع أحد الطيارين الذين سجنوا ثمانية عشر عام في زنزانة ضيقة , ثمانية عشر عام من الظلام لم يرى بها النور , زنزانة تحجب الضوء والهواء ولا تمنع البرد القارس ولا الحار اللاهب . كنت أسأل نفسي كيف تحبس الروح ثم تذبل . وفي الأسابيع الماضية عثرت على هذه القصيدة الرائعة . والتي كتبت قبل بضعة عشرات من السنين . فدهشت لفعل الأدب حين يختزل تجارب البشر ومشاعرهم وأفراحهم وأحزانهم .فقررت محاولا الجمع بين فنين مختلفين نثر وشعر ولكن مجتمعين في توصيف اللحظة والمشاعر الإنسانية المشتركة والتي لا يفرقها دين ولا عرق ولا زمن . أتصدقين كان الأمر في غاية الصعوبة فهذه الأسطر الباهتة التي كتبت استغرق كتابتها شهرا كاملا . وصعوبتها تكمن في كيف أتلمس النقاط الحساسة , والمواضع المشتركة بيني أنا كمتلقي وبين السجينة وبين إيليا .
وهاأنت قد تذوقتي حرف مليكة ونظم إيليا وتكتبين شعرا ونثرا, علك تدليني كيف نقتنص تلك اللحظة المشعة في عمق الروح ؟. دمت نقية .
نعم سأفعل فور فهمي..
هلا وضحت لي معنى هذه العبارة أولاً..
“فهذه الأسطر الباهتة التي كتبت استغرق كتابتها شهرا كاملا . وصعوبتها تكمن في كيف أتلمس النقاط الحساسة , والمواضع المشتركة بيني أنا كمتلقي وبين السجينة وبين إيليا”
أي أسطر تعني؟
أجبني وسيأتيك الجواب بلا شك..
أنتظر..
زنزانة الورد !!
أجدت التعبير يا ابن الجارد ..
دائما أتسائل .. لماذا في قمة الألم نكون صادقيين وتظهر لنا متعة السطور وان كانت قلائل ؟
نلتمس ذلك الصمود ,وكبرياء الجرح كثيرا في أدبيات السجون- ان صحت التسمية- ..
قرأت هذه التدوينة مرتين وأظنني سأفعلها ثالثة , لأنك نسجت لنا الحرف من خيوط ايليا ومليكة وأكملتها باحساسك ..
شكرا لك يا ماجد بحجم شاعرية ايليا .. ومعاناة مليكة
تحياتي
آمنة تحية شتائية . أيرد السؤال بسؤال هي حيرة تطوف بنا . بالنسبة للأسطر الباهتة ليست إلا أسطري التي حاولت الجمع بين السجينة ومعاناتها , والتقطات إيليا التي تتحسس الزوايا البعيدة , والينابيع الغائرة . هذان النصان نحن نتذوقها كمتلقين تهبط عليناء دفعة واحدة فتفيض بها الروح وتزدحم بها الفكر . هذا شيء نشعر به كقراء ولكن كيف تترجم مرة أخرى وتعاد إنتاجها انتاجا إبداعيا يصبح نص ومشاعر موازية لما كتبته مليكة ونظمه إيليا .
علي أخفقت في محاولت الجمع بينهما ولكن حسبي بأن حاولت .
الكريمة أسماء العطاس صباحك مشترك إنساني.
“لماذا في قمة الألم نكون صادقين ؟”
حقيقة سأتجنا إن قلت أني أملك أجابة قاطعة لهذا السؤال .ولكن سأحاول .
ربما الألم ينبع من أعماقنا البعيدة . وربما لأن الألم يجرد النفس من شوائبها فيجعلنا نبصر الحياة كما هي بحلوها ومرها . وربما لأن ذروة الألم تجعلنا نحث السير لأن نتقابل عند قمة من قمم المشترك الإنساني , تلك القمة لا تعرف لون ولا عنصرا يفرق البشر, ولا نسمع هناك سوى لغة واحدة فيها حديث الروح للأرواح يسري . وما أن تقف خطانا على حرفها تتحفز كل الأرواح لتحلق بعيدا خلف سحب الأمل الأبيض.هنا إلتقت روح مليكة مع إيليا غير مكترثة بحدود الزمان والمكان . أليس كذلك؟.
كل الامتنان لك
اخي الكريم الجارد ..
عندما قرات قصة السجينه عند ظهوره اول مره تاثرت بشكل لاتتخيله ..
تاثرت للانسانه التي ربها رجل وكانت تعتبره مثل والدها كان سبب في سجنها اين الرحمه وهي مثل ابنته واذا الاب اخطاء لماذا تاخذ العائله بجريرته ..
وعلمت ان الدنيا ليس لها امان من عز القصور وفخامتها الى سجون منسيه في اعماق الصحراء
وصباحاً كمساء .وحياه تتوقف الوانها باهته ..وايام مسروقه من ايام العمر حسبت لنا زياده في العمر
وتاخر في المعرفه…ظللت فتره طويله وانا متاثره بهذه القصه الحزينه
وكيف خرجوا الى حياه ابسط الاشياء فيها لايعرفونها ..حياه بائسه ويشهد الله على ذلك ..
جميع من في البيت قرأها وتاثر بها .لانها تحكي واقع وليست من نسج الخيال وكل ماكنت القصه من واقع الحياه كانت مؤثره ..
حياه اتمنى ان لاتكتب لمسلم لانه لاتزال ذكرياتها قابعها في ذاكرتي تخبرني عن حال الانسان عندما يفقد انسانيته ويتحول الى وحش …
سمعت انه هناك جزء ثاني من القصه ..
لك الشكر ماجد ..ذكرتني بما مضى .
الكريمة بوح القلم مساؤك زهر فواح .
شاهدت في المكتبة كتاب مليكة الثاني . لكنني لا أظنه بروعة الأول السجينة .
مليكة تلك الزهر التي ذبلت في العتمة .
وما لفتني في هذه القصيدة هو التطابق الكبير بين الزهر ومليكة .
فتخيلي حقل الزهر ذاك قبل أن تقطف .
كانت تمضي يومها وليلتها السابقة في مرتعها , وتطير الفراشات المرتعشة من حولها , وتتراقص وتتمايل بأغصانها الغضة فوق حلة خضراء لينة . وترنو إلى غروب الشمس الأحمر القاني . وفي الليل تتقافز حولها خيوط الضوء المنبعث من حباحب طيارة . وتسقى من طل رقيق يسير . ثم في الصباح وهي تنظر محيية الشروق الهادئ . وقد كسا الروابي طلاأ ذهبي يشف عن حقول بألوان زاهية . وبتلات الزهر تتفتح ويتقاطر منها حبات الندى اللامعة . هنا عند هذه اللحظة من حيات الزهرة تجتث ثم تغرس داخل أصاصي تقبع في ركن قصي . وتترك حتى تذبل وتموت على الرغم من العناية الفائقة .
إسارك، يا أخت الرياحين ، مفجع .. وموتك، يا بنت الربيع ، رهيب
ولكنها الدنيا، ولكنه القضا .. وهذا، لعمري ، مثل تلك غريب
فكم شقيت في ذي الحياة فضائل .. وكم نعمت في ذي الحياة عيوب
وكم شيم حسناء عاشت كأنها .. مساوىء يخشى شرّها وذنوب
كل الامتنان لبوح قلمك الأنيق .
مـاجد
تأخرت في ردي عليك..!
أعتذر..
ولكنني قررت أن أقتنص لحظة من هذه اللحظات التي أتلبسها في أحايين كثيرة فأحاصرها وأستجوبها لك..
للأسف..
لم تزرني إلى الآن..!
ستجد رداً فور اقتناصي إياها..!
ستكون الإجابة بلا شك حية..!
ما رأيك؟!!
أما ما سطرته هنا..
فحالة مشابهة لشيء في خيالي..
أجدتها حتى ظننت أنك فيها أنا..!
دم متألقاً..
اختي آمنة . وزائرتي كأن بها حياء …
فليست تزور إلا بالظلام .
إني أعلم علم اليقين أن تلك الومضات تختبء كثيرا , وتجفل خلف السطور , وقد تتخثر على رأس القلم فلا تنسكب ولا تعود لمستودعها .
بانتظار قلمك وصيدك الحي . .
لذلك أحسد الأدباء كثيرا..
ليس فقط لقدرتهم على تحويل الامهم ومعاناتهم..لجمال باهر..في حين ينوء آخرون بحمل احزانهم في دواخلهم.
بل أيضا..لان الكثير من القلوب الموجوعة..تجد بعضا منها ..من تجاربها.. من حزنها..في نتاجهم
وقد تجد فيها بعض عزاء!
مساؤك بهجة وطمأنينة أختي غربة , أشكرك على تعليقاتك التي دوما تثير الأسئلة والرغبة في التأمل العميق . في المحاضرة الأخيرة التي ألقيتها عن المهارات الإدراكية وجه لي سؤال من أحد الفضلاء :
نلاحظ من خلال متابعتنا لشعر وأدب أيضا الشخصيات التي تعرضها السينما مثل شخصية الشيخ حسني في فيلم الكتكات, أن المصابين بإحدى حواسهم هم أكثر قدرة على تلمس المعاني الإنسانية لماذا ؟.
مممم حقيقة وقع علي هذا السؤال كقذيفة مباغتة .إنه لم يخطر علي هذه الملاحظة من قبل, ولا أملك إجابة قاطعة لكن لنحاول التفكير والتأمل . قد تنتج الإعاقة من أسباب متنوعة ومتباعدة : كمرض ناتج عن عدوى أو عامل وراثي . أو إصابة حادث . أو من جراء الحروب . أن كل ألائك الذين تعددت مسبباتهم هم يتقاسمون شعورا إنسانيا موحد لهم .هذا يجعلهم أكثر قدرة في تلمس القواسم المشتركة بين البشر …
أختي غربة لنحاول توسيع الدائرة لتمنحنا فهم أعمق لما يقوم به الأدباء .
فهذا إيليا قد استطاع أن ينسج من حدث يقترفه الجميع ويشاهده بشكل يومي معنى إنساني مشترك. هي مهارة في إعادة صياغة الحياة حيث ينزع عنها كل سمات الاختلاف .
وتخليد معنى أو شعور أو رغبة وجعلها تتحرر نسبيا من قيد المكان والزمان .
ألسنا نقرأ في آداب أمم مغايرة عنا بل قد تكون مندثرة وتحولت لطلل بعد عين . ونشعر اليوم بتأثيرها الباقي بل الممتد لمن بعدنا…
ثم إن العنصر الإنساني المشترك هذا يمنح قلوبنا سلوى وبلسما , لأنه حال التأثر بالأدب ينتابنا شعور بأننا لسنا منفردين أو بمعزل عن الآخرين .آمل أن أكون وفقت في طرح فكرتي .