Feeds:
المقالات
التعليقات

Archive for 18 أفريل، 2010

” يبكي ويضحك لا حزناً ولا فرحا ”

(هذياني )

قبل بضعة أسابيع استشهد أحد الرفاق ببيت للأخطل الصغير . فسحرني حسن الاستهلال ورقته والحالة التي يوصفها. بحثت عن القصيدة وليس بيت القصيد هنا. ولكن عندما  حصلت عليها أهملتها و ركنتها مع بقية الملفات الغير كاملة النمو أو التي تعاني من سوء في التغذية . فأنا أكتب يوما وأهمل أيام . فمنذ يوم الجمعة الماضي أنازل وعكة ستعبر سريعا أنشاء الله . وصادف توعكي أني كنت أقرأ كتاب صارم قلب الدنيا من المحيط إلى الخليج . من عنوانه يتضح هذا (الخطيئة والتكفير للغذامي) وكأنكم تضحكون من حالي المستلقي على أريكة أنصت للكتاب ثم تنصتون لشخيري . فأنهض وأعيد الصفحات التي كنت نائماً فيها وهكذا دواليك هههه. إلا أني قررت أن لا أقرأ الكتاب حتى أشفى وأعود لعادتي القديمة الأثيرة حال توعكي . حيث التحرر من العقل إلى سماء الشعر الممزوج بهلاوس العقاقير المنومة  وهذه المرة سأهذي مع أبيات الأخطل الصغير . يقال عن الأخطل الصغير أنه الجسر الذي عبرت من فوقه اللغة العصرية . حيث يقف الأخطل بين لغة الشعر القديمة ولغتنا الفصحى الحديثة والتي يتزعمها نزار ودرويش وغيرهم من شعراء الفصحى.  أما عنوان القصيدة فهو (أرق الحسن) عنوان  يجعلني أتسائل كيف يكون أرق الحسن؟

وبعد قراءتي للقصيدة أقر بأن أرق الحسن له سمات حددها الأخطل و آثار منعكسة على المحبوب :

حيث يبكي ويضحك بلا سبب واضح  يدفعه  فلم يصب بحزن ولم يعتريه عارض الفرح . هي حيرة العاشق  الذي خط سطر واحد على  صفحة الحب ثم محا . وسطره هذا الذي يخطه ويمحوه  يستلهم جمله من بسمة النجم البعيد . ومن حالته الانفعالية  من  مخالسة الظبي الذي سنحا . ولرقة الحسن تأثيراً على القلب المترف الذي  لا يعرف سوى ممارسة اللذات والحياة الناعمة فيحوله لبرعم رقيق ضعيف  مشرع للريح العابثة .

” ما للأقاحية السمراء قد صرفـت   عـنّا هواها ”  بهذا التساؤل أدرك بعد لوعته  وما يلاقيه من محبوبته والجميل هنا أن الشاعر خرج عن التشبيه التقليدي للون المحبوبة الأبيض فشبهها بالأقاحي السمراء والأقاحي هي جذور الحنطة السمراء المعطائه أليس ينبت من كل حبة قمح  سبعة سنابل تثمر الفتنة والحسن والأمان و الرقة والأمل و الوصل والدفء .

” لو كنت تدرين ماألقاه من شجن   لكنت أرفق مـن آسى ومن صفحا

غداةَ لوَّحْتِ بالآمال باسمةً    لانا الذي ثار وانقاد الذي جمحا “

 إنها حين لوحة بالآمال باسمة اعترته مشاعر مختلطة حالة كالتي استهلت بها القصيدة حالة لم تجعله يثور عليها لما يلقاه منها وكذلك لم يكن طيعاً لها  ” ولم ينقاد الذي جمحا “.  حيث أنه لن يبالي بالحياة حين يهتف لسانها  باسمه.

 ” فالروضُ مهما زهتْ قفرٌ   إذا حرمت من جانحٍ رفَّ أو من صادحٍ صدحا ” كيف ربط المحبوب بين اسمه وصوتها المرموز له بلسان الحب .  والروض الأنف الخالي من تغريد الطيور .

أرق الحسن

 

يبكي ويضحك لا حزناً ولا فرحا   كعاشقٍ خطَّ سطراً في الهوى ومحا

من بسمة النجم همس في قصائده   ومن مخالسة الظّبـي الذي سـنحا

قلبٌ تمرس باللذات وهو فتى    كبرعم لـمـسته الريح فانفـتحا

ما للأقاحية السمراء قد صرفـت   عـنّا هواها؟أرق الـحسن ما سمحا

لو كنت تدرين ماألقاه من شجن   لكنت أرفق مـن آسى ومن صفحا

                  غداةَ لوَّحْتِ بالآمال باسمةً   لانا الذي ثار وانقاد الذي جمحا

             ما همني ولسانُ الحب يهتف بي   اذا تبسم وجه الدهر أو كلحا

         فالروضُ مهما زهتْ قفرٌ اذا حرمت    من جانحٍ رفَّ أو من صادحٍ صدحا

 

 

Read Full Post »