Feeds:
المقالات
التعليقات

Archive for 18 ماي، 2009

عنوان

ذهبت الشمس للمغيب , ولازالت حرارتها تلهب بلاطات الرصيف تحت خطواتي
وحبات الرمل متشبثة بهبات الهواء
توقفت أمام باب المكتبة الزجاجي
دفعت مقبضه المعدني الناعم
هو كباب مغارة صخرية
يغيبك داخل عوالم سحرية
يسودها هدوء خاشع
ونسمات رقيقة تثلج الأجواء
ورائحة الكتب تنثر عبير فتنتها .
صافحت يده وضغطت على خاتمه المتحلق حول بنصره .
-كتبك جاهزة كلها
يدي تحضن كتابا سمينا , يبدو إنه أحدث رواية لعبده خال
-أهذه ترمي بشرر ؟
-نعم هي .
ما الشرر الذي سترمي به شخصيات عبده! ,
وما ستحرق !
هل هو كالشرر الرقيق الذي ترسله فاتنة في طريقك ؟
تباغتك وأنت غافل
فتضرم داخل قلبك نيران متقدة
تتطاول أذيال ألسنتها المدببة
تتراقص تبتعد وتقترب
وترفرف نتف غيمات شفيفة
تزحف ببطء للعمق , تقتحم كل زاوية مهجورة
لا لتخنقك وتقضي عليك ، بل لتبقي شيء من عرفها الزكي
عرفا يبعث فيك كل نبض ضعيف
يلملم شتات روح ممزقة
ويرتق ثقوب الأماني .
لا داعي لكل هذا فستبدي لي الصفحات ما لم أنبئ
ثم وقف فوق الطاولة بقامة من ورق (حارس التبغ) وقال :
حينما نتحول لحراس نقف يقظين مرتقبين , نتلفت يمنة ويسرة , وحين نرتاب تهزنا أنفاسنا , تخيفنا لفتاتنا , لا ندري ما نصنع أنهجم أم نحجم
لكنك يا حارس علي بدر لماذا تحرس التبغ ! ولمن ! وما التبغ !؟ .
أرتجف باب المكتبة قليلا فدخلت شحنة متجددة من الرمل
هذه (ريجينا صنيفر)
امرأة في خضم الحرب اللبنانية تلقي السلاح
الحرب قادرة على قلب كل الموازين
عندما تحمل الأنثى السلاح
تضع أمومتها
أيكون السلاح كالجنين ؟!
بحاجة لأم وحاضنة ترعاه !
حتى يكبر الابن فيتحول لبندقية قصيرة , أو عبوة موقوتة , أو حزام ناسف .
عجيبة عناوين الروايات تجعلنا نحلق في فضائها قبل أن نقرأها .

Read Full Post »