Feeds:
المقالات
التعليقات

Archive for 6 فيفري، 2011

 قبل التحدث عن الرواية التي للتو فرغت منها وددت التأكيد على أن هذه الأسطر ليست نقد معمق وما هي إلا وجهة نظر عجلة واقعة تحت تأثير تلك اللحظة التي تنتابنا حين نأوب من رحلة كتاب وما تتركه فينا تلك اللحظة من خدر أو رضى أو غضب أو سخف أو تعظيم أو شهقة أو دهشة عميقة…
والرواية التي فرغت منها للتو هي لعبد الإله بن عرفة. وعنوانها(الحواميم) فحين كنت أجول بمعرض الرياض الأخير لفتني هذا العنوان!! ما المقصود به وعما تتكلم الرواية؟ مؤلف العمل نهج طريقة لأول مرة أقرأ وأسمع بها فيقول في مقدمة الحديث ما مفاده أن الحواميم مستلهمة من حرفين هما الحاء والميم.
وما عناه بهذا الاختيار تحديدا هو أن الحروف المقطعة بالقرآن الكريم حروف نورانية يغيب عنا فهمها إلا أننا ننعم بنورها المبارك.
لذا فإن الكاتب بن عرفة سعى لأن يتبارك بهذين الحرفين ويسمي بها أول رواية ينظمها في سلسلة الحروف المقطعة القرآنية. فسيتبع  الحواميم رويات أخرى من قبيل (ط ه. ي.ع. س) وهكذا وقد يتبادر للذهن كيف؟
على إمتداد الرواية نجده يوظف هذين الحرفين الحاء والميم في تشكيلة متنوعة من حصيلته اللغوية اللفظية. فيقول حاء  الحياة وحمام السلام وحِمام ويسمي الشخصيات بحياة حليمة . ثم يحلق في لغة صوفية رقيقة بمعاني الحمد ونعمه.
أما بالنسبة للميم فيسمي شخصيات الرواية من مثل معنينو(بطل الرواية), مصطفى محمد إلخ.
ويعرض ألوان شتى من كلمات تبدأ بحرف الميم: موت, ماء بحيث يطعم العمل وحواراته جملا تتكئ في تركيبها على هذين الحرفين.

العمل يتحدث عن تهجير الموركسيون عن أرض الأندلس في مطلع القرن السابع عشر, وبطلاه الرئيسيان شاب وفتاة موركسية. الشاب يهرب في صغره مع سفينة جهادية يتعلم ويشب على فنون القتال والحرب وتعلم العربية والفقه والأدب.

وأما الفتاة فتخطفها الكنيسة من أسرتها المسلمة وهي لم تبلغ الخامسة وتنشأ نشأة مسيحية. حقيقة لا أريد أن أحرق الأحداث عليكم.
ولكن العمل يعرض بشكل معمق معلومات واسعة حول الحياة الاجتماعية للموركسيين, كيف عاشوا؟ ما هي مهنهم وحياتهم اليومية؟ كيف يأدون صلاة الجمعة في السر؟ حقولهم متاجرهم مهنهم ثوراتهم تعذيبهم.

رواية جميلة في عرضها سلسة في لغتها.
هذا جانب وأما الجانب الذي لم يرق لي كثيرا فهو على وجه العموم:

أشعر بأن الكاتب إنساق وراء العرض التاريخي مما جعل نوعا من عدم التوازن بين تكنيكات الفن الروائي.

مثلا كل شخصيات العمل مثقفة وقادرة على الجدال الفلسفي والعقدي حتى الأطفال الذين لم يبلغو الحلم.
في مواضع تشعر أن الكاتب لم يتقمص الشخصيات تقمص تاريخي عميق.
بمعنى أن يعرض لقضية فلسفية لم تكن موجودة في تلك الحقبة التارخية التي تناولتها الرواية.
فيتردد على لسان الشخصيات لفظات من قبيل وجودي وأزمة وجودية.

أيضا في كثير من المواضع يغيب عنك وتتوه عن التعرف من المتكلم؟ هل هو بطل فرعي أو البطل الرئيسي أو الراوي العليم الذي يكون من خارج الرواية.
وختاما أعود وأكرر أن هذه الأسطر إنطباعية كتبت على عجالة.

العمل من الناحية التارخية جميل ومن الناحية الفنية لم يرق لي.
 إذا وجه لي سؤال أي فئة عمرية تناسب أن يقرءوه؟

 الرواية جميل أن يقرءها الناشئة في المرحلة الثانوية من الجنسين فلا توجد به جمل بذيئة أو مشاهد جنسية. العمل يمنحنا نظرة بنورامية  لعمق المعانة الإنسانية التي مر بها الموركسين.

Read Full Post »