إن للأسئلة طبائع كطبائع البشر .
هناك سؤال مباشر.
أو سؤال يبقى معلق بلا إجابة .
وسؤال ليس له طابع السؤال , إنما هو إجابة على هيئة سؤال .
خير الأسئلة عندي .
تلك التي تمتلك قدرة مفاجئة , مباغتة.
فتقصف القوس الكبير لعلامة الاستفهام الكبيرة .
ثم يتشظى إلى أستفهمات وتعجبات تتطاير أمامي.
تماما مثل القنبلة العنقودية التي تلقى كتلة واحدة , وما إن تلامس الهدف حتى تتفتت لعناقيد تضيء عتمة الليل .
وفي أحدى التعليقات طرح علي سؤال :
من تلك التي تجعل الإنسان يفكر بشكل مغاير على ما تعود عليه ؟
لو أبصرت لمدة يوم واحد ما تتمنى أن ترى ؟
لا أخفيك هذا الأمر لم أفكر به في يوم من الأيام لعدة أسباب .
منها أني لست أؤمل نفسي بشيء لا يد لي في تحقيقه.
فالحياة ليست حلم نعيشه .
إنما هو تلك العلاقة الخفية بين الواقع والحقيقة .
يحكى أن رجل أراد أن يعرف الحقيقة , سأل عنها حكماء قريته, قيل له إنها في الغابة .
بحث عنها بين الشجر وداخل كهوف الحيوانات , فلم يجدها .
وقيل أنها تحت جسر النهر , سبح لهناك ولم يعثر عليها .
أخيرا قالوا له تسكن فوق أعلى قمة على الأرض .
تسلق القمة يملؤه شوقا لأول لقاء مع الحقيقة وصل لأعلى القمة …
فوجد امرأة عجوز , مجعدة الوجه, مكرمشة الجبين كتفاحة عفنة , مثلمة الأسنان , ذات شعر أبيض متطاير .
قال لها : يا جدة أرأيتي الحقيقة ؟.
:نعم رأيتها .
فرح بهذه الإجابة .
يا بني.. إنني أنا الحقيقة .
اهبط لأخوتك واحكي لهم, إن الحقيقة جميلة وفاتنة .
لذا فإن تساؤلك عن ماذا أصنع بالبصر ؟.
هو كالحقيقة التي سيحكي عنها ذاك الشاب .
أختي شعلة الإيمان إليك شكري العميق.
فسؤالك قد أشعل شمعة التفكير .
لو أبصرت …
21 ماي 2009 بواسطة aljared
لا أعلم..أشعر برغبة شديدة في شكر شعلة الإيمان!
لأن سؤالها..نتج عنه تدوينة كهذه..
قرأت تدوينتك هذه..وسرحت كثيرا..
وتذكرت سؤالك لي.وكان من الأسئلة المربكة..وأحدث أثرا كالأثر الذي ذكرته..
كان هذا السؤال هو “ماذا تعرفي عن عالمي المعتم؟؟”
ومازلت أبحث عن أو أهرب من الإجابة..
القصة التي ذكرتها..حول المرأة العجوز والباحث عن الحقيقة..
ملهمة!
دمت بخير ورضا..
هناك الكثير من اسئلة التي لا نبحث عن اجابة لها بواقعنا
يكفي ان نسرح في عالم الاحلام اليقظة في كيفية طرحها
واستبعاد ما يمكن تحقيقه على ارض الواقعة والبحث عن المستحيل الذي يتحقق بالخيال …
السؤال الذي طرح لك
من تلك التي تجعل الإنسان يفكر بشكل مغاير على ما تعود عليه ؟
سالته لنفسي … بشكل اخر
هل هناك شخص قادر على تغير مسار فكري واعتقاداتي ؟
وهل ساكون بيوم تلك التي في السؤال ؟
اسعدني قرات ما تكتبه …
تقبل مروري
أختي غربة الكريمة .
إن التسؤلات تجعل للحياة طعم ولون ورائحة . لك كل التقدير .
أختي علياء العمري.
إن الحلم في نظري , هو أول خطوة لنحقق بها ذاتنا .
الشاعر محمود درويش رحمه الله يقول : أحلم تجد الفردوس في موضعه .
أستاذتي كل المنجزات البشرية التي أصبحت جزء من واقعنا المعيش ,
كانت في السابق خيالا حالما استهزئ به .
ولكن ليس الخلل في الحلم .
بل الاكتفاء بالحلم.
أو إننا لا نحلم.
يقول الشاعر أظنه الأخطل:
( أأمل النفس بالآمال أرقبها ,
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.)
أما بالنسبة لتساؤلك الرائع هل هناك شخص قادر على تغير مسار فكري واعتقاداتي ؟ “).
نعم .
أنا من الذين يؤمنون بأن التغير يعني الحركة , لأن فيها معنا الحياة .
ومن تتوقف حركته , يغادره قطار الحياة .
شكر لك أنت دوما متألقة بتعليقاتك .
ش
حينما يُحرَم المرء من نعمة كان يتمتع بها يوم من الأيام يكون الاثر أكثر من ذلك الانسان الذي لم يتمتع حتى ولو لبعض من تلك النعمة !
رأي شخصي لا اكثر .
كنت مبصر وما أحزن عليه كثير أنني لم اكون مِن مَن يشاهد نفسة بكثرة في المرآة الخاصة به في غرفة نومة ، وهذا ما جعلني انسى كثير من تفاصيل وصف وجهي بعد عشر سنوات من الاعاقة البصرية وما يفرحني هو صورة والدي ووالدتي وزوجتي ولم اتمتع برؤية أطفالي الثلاثة .
ولو يرجع نضري للحظة فلا ارجو سوى رؤية ضحكة أطفالي ولا ابالي في كون تلك اللحظة كانت من نصيب بُكائهم .
عزيزي فيصل .
لا تفاضل بين دركات العتمة .
كل الأمل .
استاذي الفاضل أشكرك من جُل قلبي على ردك الملهم:
وحقيقتك جداً جميـــله دون أن يحكي عنهاذلك الشاب بعكس ماراى لان الله سخر لك محبة أطفال يعتزونا بأنـــهم من طــلاب ماجد الجارد
بارك الله فيك ونفع بك….
أختي شعلة الإيمان .
لولى تساؤلك الملهم لم تكن تلك التدوينة البسيطة .
سعيد بتفاعلك .