Feeds:
المقالات
التعليقات

Archive for 17 أكتوبر، 2009

 

سبعة وثامنهم كلبهم

 

في أسبوعي المنصرم حضنت يدي  رواية  اسمها ساحرة  بورتوبيللو للروائي باولو كويليو .تعرضت للقضية الرقص كدين أو كطقوس  يمارسها بعض الأديان والطوائف .

حقيقة لم يعجبني الكتاب ولم ترضيني ترجمته . ولم يستطع أخراجي من دائرة الصمت  المتيبس  فوق شفتي  .

وحينما كنت البارحة أقلب بين أشرطة الكاسيت المسجل عليها كتبي المنتظرة أبحث بلهفه عن عمل أقرأه في  المدرسة. إني متعطشا  لعمل يرويني  يهزني  يسلبني يقصف كل  مكان أو خندق تختبئ فيه كلماتي وأفكاري . فاحترت بين  روايتين جاهلية ليلى الجهني أوألقيت السلاح امرأة تلقي السلاح  بعد أن شاركت في الحرب اللبنانية .

فآثرت الحرب على الحب حيث  مع شق الصباح  لخيوط ضوئه  سيغير العام الدراسي الجديد .

وأول ما فعلت في هذا  الموسم قمت بهجوم خاطف على جدول مواد لم أدرسها من قبل . غنيمتي كانت تتكون من سبعة تلاميذ .

يبدو أن الحرب العالمية الثالثة ستنشب وتقدح  شرارتها الأولى في فصلي هذا .

حيث يتكون من ألوان الطيف المتضادة .

ففيه الهندي والاريتري واليمني والبدوي والجيزاني  والكندي والينبعاوي. ويقف بينهم أعماهم الكبير الذي سيعلمهم السحر .

كل تلك الدول العمياء الصغيرة تعرفني وأعرفها جيداً إلا ذاك الكندي .

هو أعمى سعودي  يدرس والداه في كندا طب العيون .

الظريف فيه أنه لا يتقن  العربية جيداً فلجأت  لانتقاء كلمات واضحة الدلالة وقطعية  المفهوم .

وإن عجزت قد أسعفه بكلمة إنجليزية تقرب وجهات نظرنا لبعض .

المهم أني لم أذكر أصولهم من باب السخرية ولا من باب التنقص بل  لكي أوضح مدى الاختلاف في فصلي وكيف انهم سيشنون حربا علي من جبهات مختلفة دفعة واحدة .

و كعادة كل عام لم توزع الكتب مبكرا, عادي يمشي الحال نمضي الدرس  في الكتابة .

ولكن لم تصرف الآلآت ولا الأوراق .

أيضاً عادي فقد وظفوا معلم سوبرمان .

نمضي الدرس شفهي . ففكرت أن أورثهم قلق الأسئلة وهوس البحث عن منطقيات الأشياء فاقترحت عليهم أن  نتخيل قصة وكل واحد منكم يا أبنائي عليه أن يكون جملة تناسب التي قالها زميله وتفيد القصة . 

 

 

 

قال الكندي: في مدينتي تورنتو هناك مكتبة ترسل لي بالبريد القصص فأقرؤها ثم أعيدها لهم بالبريد . 

 – يا أحبابي من منكم سبق أن كتب قصة .

قفز الكندي مرة أخرى

 وقال : في مدرستي بتورنتو في نهاية كل عام نطالب بكتابة قصة وتشارك في مسابقة والجوائز لعبة, قبعة, قفاز يد . في مرة  طلبت منا المعلمة كتابة  قصة نذكر فيها مئة شيء .

– مسكين الكندي هذه مقارنه بين  المستحيلات .

– يا أولادي من سبق له أن كتب قصة ؟.

قال الاريتري : أنا قرأت سبعة قصص كتبتها لي أمي ببرايل .

– وأنا يا أستاذ أملي على أمي قصة من خيالي وهي تكتبها بقلمها المبصر .

قفز آخر: يا  أستاذ  معقمي خلص .

وزعت عليهم معقم .  ثم ذهبت ناحية الباب كي أتأكد أفعلاً نفذ سائل التعقيم !! وهناك بحثت جيداً ولم أعثر على علبة المعقم المثبتة على الجدار بل أني لم أعثر على أي أثر لخرم مسمار . فقفزت علامة استفهام كبيرة أمامي .

من الثابت علميا أن الأطفال المعاقين أقل مناعة وأكثر عرضة للأمراض . ولذا يتعين على الإدارة أن تضع معقم يدين هنا .

أم انهم  عمي لا يرون المعقمات التي تقف على أبواب فصول المبصرين كحراس  الكومندوز الأشداء؟؟؟ . أجبت علامة الاستفهام الوقحة لكن الإدارة السخية جزاها الله خيراً ستصرف  لكل تلميذ أعمى كل يوم  كيسان صغيران يستخدمهما مرتان فقط وبقية اليوم يعقم بالبركة .  تركت علامة  الاستفهام تثرثر والتفت لقصة  فراخي العمي الصغار .

 شرع الكندي فقال : كان يا مكان في قديم الزمان كان فيه…

ثم  الاريتري : فتاة تسبح في البحر.

 ثم الجيزاني: اسمها ليلى .

ثم الهندي:  الدلافين تساعدها وتلعب معها .

الينبعاوي : صادقت دلفين غريب .

 اليمني : ممما ما أعرف ؟

قال الكندي: لماذا الدلفين غريب ؟.

 اليمني: كبير الحجم .

الكندي : أقول لك لماذا غريب  يمكن عشان يتكلم !!.

 المعلم السوبرمان : أحسنت فدلفين يتكلم مع فتاة شيء غريب مخالف عن ما تعودنا عليه ومن المعروف أن الدلفين قد يكون كبير, ولكن لا نعرف دلفين يتكلم؟ أكمل يا بدوي .

 

 

 

 فكر وقدر ثم قال: قال لها من أنتي ولماذا تسبحين ؟.

نهض الأريتري: اسمي ليلى وأحب السباحة وأريد أن أتعلمها .

 قال الجيزاني : أيش أسمك يا دلفين ؟.

قال الهندي: اسمي نميرة .

 اعترض الكندي: كيف  الدلفين !! اسم الدلفين نميرة ونميرة اسم بنت ؟

– مشيها يا كندي  فأنت لم تستعمر الهند حتى تعترض عليه , كذلك مدينتك تورينتو تتكلم لغتان الإنجليزية والفرنسية .

قال الينبعاوي : تعالي لنسبح معاً. أتعلمين السباحة ؟.   دورك يا بدوي .

– فكر أاااااا مااااا ما أبغى أكمل  خلي القصة بكرى يا أستاذ .

 قال الاريتري : ولعبوا مع بعضهم .

 قال الكندي : ثم صياد صاد الدلفين .

دورك يا هندي : ولعبت ليلى مع  الدلافين الثانية .

قال الكندي : كيف !. فالصياد صاد نميرة !!.

تدخلت لفض النزاع وحماية الضعيف . يا هندي  ليلى  لا تعرف السباحة  ونميرة قد صادها الصياد كيف تخيل الوضع ؟؟.

قال الهندي : ثم طاحت بالبحر .

– هههه تقصد غرقت قالها الكندي .

– يا أستاذ حر جداً متى تعود  الكهرباء !!!.

Read Full Post »